الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي كدّر عليّ حياتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أشكر لكم حسن استقبالكم وردكم على كثير من الأسئلة.
ثانياً: شكواي أني أعاني من أشياء كثيرة لا أفهمها؛ فأنا كنت شابا متفوقا جدا في دراستي من الابتدائية حتى الثانوية، ومنذ دخلت الجامعة وعندي إحساس أني لا أفهم أشياء كثيرة، وغالب الوقت عندي شرود ذهني وسرحان، لدرجة أني أتساءل كثيرا هل فهمت مغزى حوار من يحاورني أيًّا كان؟ وأظن أن الأمر بعد ذلك تطرق لاعتزال الناس كثيرا، والهرب من أي عمل اجتماعي، ولا أدري لماذا؟

وللعلم على الرغم من ذلك فإني أعاني معاناة شديدة جدا لفهم الأشياء التي تغيب عني، ولا أدعها حتى أفهمها، وللعلم أني مهندس.

وما يؤلمني حقاً نظرة كل من حولي لي في الحياة العامة وفي العمل، فالكل ينظر لي على أني ذو عقلية متميزة جدا، لكني من داخل نفسي لا أجد ذلك ولا أصدقه، ودائما ما أشك في نفسي.

ومن المخاوف -التي حالياً أحاول السيطرة عليها هي- قيادة السيارة، فأنا حاولت كثيرا، وعندي إصرار -وبحمد الله- لا أملّ ولا أدري ما بي؟

وأيضا فإني أهاب جدا من اجتماعات الشركة التي أعمل بها ولا أدري لماذا؟ لدرجة تجعلني أفكر في تجنب الاجتماعات.

فبالله عليكم لو عندكم نصيحة أو علاج؛ أفيدوني.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Tamer Hussein Muhamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد عرضت عددا من المواضيع، وربما يفيد التفريق بينهما، وإلا إذا وضعناها كلها معاً فقد يصعب علينا اقتحامها، وقد لا ندري من أين نبدأ؟ وهذا ربما ما يحصل معك.

فمثلا قدراتك على الفهم والانتباه؛ الغالب أنه جيد، وإلا لما كنت قد وصلت إلى ما وصلت إليه من الدراسة والتحصيل حتى وصلت إلى العمل في مجال الهندسة، إلا أن المشكلة ربما شيء من ضعف الثقة بالنفس بسبب بعض الصعوبات والتحديات التي مررت بها في طفولتك وشبابك، وربما يفيدك هنا التركيز على إيجابياتك وليس فقط على السلبيات، وأن تنظر للنصف الممتلئ وليس فقط للنصف الفارغ، كما يقال.

وبالنسبة لخوفك من اجتماعات الشركة التي تعمل فيها؛ فربما هي شيء من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، والذي له علاقة ربما بالشيء السابق من ضعف الثقة بالنفس، والحل غالبا بالعمل على عدم تجنب الاجتماعات والمواقف، فالتجنب لا يحل المشكلة، بل على العكس يزيدها شدة وبحيث تصبح مشكلة مزمنة. أقبل على الاجتماعات وانظر إليها على أنها فرص طبيعية لك للخروج من هذا الارتباك وهذا الرهاب الاجتماعي، بالرغم من أنك ستجد بعض الصعوبة في البداية، إلا أن الأمر سيتحسن مع مرور الوقت.

وبالنسبة للخوف من قيادة السيارة؛ فتذكر بأنك لست وحدك من يشعر بهذا، فهو منتشر بين الناس، إلا أن عندك -ما شاء الله- التصميم على مواجهة الأمر والإقبال عليه، فهذا هو الأسلوب الصحيح في مقاومة المخاوف عموما، ومنها مخاوف قيادة السيارة.

ولعل في هذا الجواب ما يفيدك ويعطيك خارطة الطريق للتغلب على هذه الصعوبات، ولا تنس أن نمط الحياة الصحي من المحافظة على العبادة والتغذية المتوازنة، والنوم لساعات معقولة، والرياضة، كلها أمور سترفع من ثقتك في نفسك، وستدفعك لمواجهة كل هذه التحديات.

وفقك الله ويسّر لك الخير والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً