الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقعت في حب فتاة تعرفت إليها وأصبح تفكيري كله بها، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بعد مرور عشرة أشهر، ومنذ أن تعرفت إلى فتاة أصبح قلبي ينبض باسمها، فهل ما وقعت فيه هو الحب؟ وهل الحب شرك بالله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ oussama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - ابننا الكريم - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يجمع بينكما بالحلال.

ما يحصل من إعجاب يتطور ليصبح عشقًا وحبًّا، والحب يكون بعد معرفة الصفات والمناقب، والحب الحلال هو ما قام على قواعد الشرع، فقف مع نفسك وتوقف عن كل ما يوصلك للفتاة، وتجنب كل ما يذكرك بها، واترك الشارع الذي يجمعك بها، وابتعد عن أماكن وجودها، وامسح وأزل من هاتفك رقم هاتفها، ولا تتواصل معها بأي وسيلة.

وإذا عزمت على الارتباط بها فاطرق باب أهلها، واصطحب أهلك إلى بيتها، فإذا حصل الوفاق والاتفاق وجاء الارتياح وحصل الانشراح؛ فعندها لا نملك إلَّا أن نبارك لكم، ونردد قوله ﷺ: (لم يُر للمتحابين مثل النكاح).

والحب الممنوع هو ما كان في الخفاء بحيث يكلم الشاب الفتاة من وراء أهلها، ويخلو بها، ويبادلها الضحكات والكلمات دون أن يكون له في ذلك غطاء شرعي.

أما الحب الذي يوصل إلى الشرك فهو أن يطيعها ولو في معصية الله، وأن يقدمها أو تقدمه على ما أمر به الله، أو تكون لها مكانة في قلبه أعظم من كل شيء حتى تشغله عن صلواته وعباداته.

وقد سعدنا شعورك بالخطر فتب إلى الله عز وجل، وقدم رضاه على كل شيء، وتوكل عليه واستعن، فهو الذي يحقق الأمل، وهو المستعان عز وجل.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، ومن حق الزوج أن يحب زوجته، وهي كذلك، ولكن قاعدة الحب الحلال هي حب الكريم المتعال، ثم نحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل ما جاء عن الله، ونحب والدينا والزوجة والأولاد، ونزيد في حبنا لهؤلاء بمقدار قربهم من الله.

ونسأل الله لنا ولك حسن الفهم وحسن القصد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً