الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي رهبة وخوف اجتماعي وأخاف أن ينتقل لابني.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 32 سنة، عانيت من حياة جدا صعبة في صغري، حيث إن أبي كان دائما يضربني وبشدة في كل شيء، وكان الجو العائلي مليئا بالمشاكل، وكنت عندما أذهب إلى المسجد لأداء الصلاة أصادف الجيران بعدما أنتهي من الصلاة وتحدث بيني وبينهم مشاحنات ومضاربات إلى أن تطور بي الأمر أن أخاف أن أذهب إلى المسجد، وكنت فوق هذا أذهب إلى المسجد، ولكن عندما أخرج من المسجد وأصادف الجيران ينقلب وجهي أحمر وأرتجف، وعندما أرجع إلى البيت أفكر في الانتحار.

هذا الشيء أثر عليّ سلبا في كل شؤون حياتي، في حياتي المدرسية والجامعية وعند مصادفة أي أحد أو اجتماع يحمر وجهي وتزيد ضربات قلبي حتى في الجامعة عندما يكون إلقاء محاضرة كنت أهرب من الجامعة من أجل ألا ألقي أي درس.

أنا الآن متزوج وبصراحة زوجتي بها هذا الشيء، وذهبنا معا للطبيب النفسي، ووصف لي دواء سيروكسات cr 25، مع تمارين الاسترخاء، لم أنتفع بالدواء كثيرا، واستمررت عليه مدة سنتين، وهذا الدواء سبب لي مشكلة جنسية، وزاد وزني من 77 إلى 86 وتوقفت عن تناوله، وما زالت الأعراض تنتابني وخاصة أني الحين عندي طفل عمره 6 سنوات، وأخاف أن أذهب به إلى المسجد من أجل أن لا يصادف نفس مشكلتي أو المصير، ولا أعرف كيف أربي ولدي؟

حقيقة قرأت كثيرا عن الطب النفسي، وخاصة في موقعكم، المشكلة لا أستطيع نسيان الماضي، ومشكلتي في المسجد يوم أذهب إلى المسجد الذي جنب بيتنا أحس وأتذكر الماضي كله، وخاصة عندما أرى أطفال الجيران.

قمت بتمارين الاسترخاء، لكن لا جدوى تذكر، ومشكلتي الوسواس وأيضا القلق من المستقبل أن يصادف ولدي نفس المصير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضرب الوالد لك باستمرار في الصغر وأنت صغير، وتعرضك لمشاحنات ومشاكل مع الأطفال حينما تذهب إلى المسجد بدون أن تجد الحماية الكافية هذا سبب لك عدم ثقة في النفس، وعجزا وخوفا اجتماعيا، -والحمد لله- استطعت أن تستمر في حياتك الطبيعية حتى دخلت الجامعة، وإن عانيت بعض الصعوبات، ولكن –الحمد لله- تخرجت وتزوجت.

الزيروكسات قد يفيد في إزالة الأعراض الموجودة الآن من قلق أو توتر، ولكنه لا يعيد الثقة في النفس، ولا يعالج ذكريات الطفولة المضطربة، وهذا ما ظهر الآن؛ لأنك عندما تزوجت وأنجبت ولداً فعدت إلى الماضي وما عانيته، والآن خوفك الشديد أن يمر ابنك بنفس التجربة، هذا يعني أن ما عانيته في طفولتك ما زال حياً في داخلك.

أولاً أنصحك بالآتي: عليك دائماً أن تأخذ ابنك إلى المسجد وأن يجلس معك، يجلس بجوارك في المسجد وتأخذه معك في البيت، قرب ابنك إليك، فهذا يجعله يحس بالأمان أكثر؛ لأنك لم تكن تحس بالأمان، لأن أباك كان يضربك والأطفال يتشاجرون معك، الآن احمِ طفلك بأن يكون معك دائماً في المسجد، وسيرجع معك إلى المنزل هذا من ناحية.

تمارين الاسترخاء لم تنفع؛ لأنك تحتاج إلى علاج نفسي، جلسات نفسية لتخرج ما في مكنونك من حمق وغضب على ما تعرضت له في الطفولة، وبهذه الطريقة يمكنك إحداث التوازن في داخلك، وأن تعيش حياة طبيعية، -والحمد لله- هناك أشياء إيجابية كثيرة حدثت في حياتك فقط عليك بالجلسات النفسية -وإن شاء الله- تؤدي إلى إحداث التوازن والإحساس بالراحة النفسية والطمأنينة.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً