السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية خالصة لكم، لما تقدمونه من نصائح وإرشادات في بحر هذا الموقع، والذي يستحق أن نلقبه بالبحر.
أنا شاب متزوج، أعاني من الوسواس القهري منذ ما يقارب 10 سنوات، عشت جميع مراحل الوسواس العدو من النظافة، إلى وسواس الطهارة، وسب ذات الالهية والرسول -والعياذ بالله-، أنا الآن أتناول علاج (بروزاك+ الفافرين+ أولانزابين)، رغم كل هذا كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي، بفضل الدواء والتجربة لي مع الوساوس، واستطعت التغلب عليه.
ولكن المشكلة يا سيدي، تسلطت علي فكرة سيئة سيئة جداً، لدرجة أنني لا أستطيع السيطرة عليها، وهي وسواس بتذكيري بمعاص ماضية وقديمة، وبعد مرور ما يقارب من 3 أشهر أو أكثر على هذا الحدث، وصدفة من باب الوسوسة تذكرت الموقف، حيث كنت أسافر في محطات التكسيات، وبينما كنت جالساً في المقهى مع صاحب التكسي نشرب الشاي، مر علينا شخص مجنون قال لي صاحب التكسي: هل تدري ما سبب جنون ذلك الشخص؟ قل: لا، قال: كان كذا وكذا، وأصبح مجنونا في لحظة، فبدأ الوسواس يفتش لي في الماضي، تذكرت ذلك الموقف، مع العلم أنني كلما تذكرت لا أفعل أي شيء، غير أنني أوسوس وأشك.
المشكلة التي أعانيها حاليًّا يا سيدي هي أن هذه الحادثة تسلَّطتْ على تفكيري، فهي لا تفارق ذهني ليلاً ونهارًا، ولا ثانية واحدة، إلا أثناء النوم، ولكن بمجرد الاستيقاظ يبدأ الشريط يدور في ذهني، ولا يفارقني ولو ثانية واحدة، إلى أن أنام، ثم يأتي اليوم التالي فأدخل في الدائرة المغلقة من جديد، وأنا على هذه الحال منذ أكثر من 6 اشهر.
عندما أرى أي شخص، سواء كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً، أفكر في شيء واحد، هو أنه أحسن مني، حيث لم يقع في الموقف الذي وقعت فيه، فأصبحت أحتقر نفسي كثيرًا، وأشعر بتأنيب الضمير، وأجلد ذاتي لدرجة الجنون، وأحس أنني إنسان قذر وغير نظيف.
حاولتُ الخروج من سيطرة هذه الفكرة على رأسي، بالتقرُّب من الله، والاستغفار في اليوم الواحد أكثر من 5 آلاف مرة، وبحثت عن كل الآيات والأحاديث التي تتحدث عن التوبة، وعن سَعة رحمة الله، مع ذلك لم أفلح في نسيان هذه الحادثة وطردها من تفكيري.
أنا أعلم أن الله غفور رحيم، وممكن أن يغفر لي إذا كان هذا ذنباً، لكن ليست هذه هي المشكلة، وإنما المشكلة أنا في صراع مع ذاتي، ولم أستطع تقبل هذه الفعلة اللعينة لنسيان هذه الحادثة، وبقيتْ مسيطرةً على تفكيري؛ مما دفعني إلى ترك وظيفتي، والتخلي على الرياضة التي كانت جزءًا من حياتي، والانزواء في البيت وحيدًا منطويًا على نفسي، وابتعدت عن الاجتماع مع أصدقائي.
هل ما أعانيه هو عَرَضٌ من أعراض الكآبة، أو هو وسواس قهري؟ وماذا أفعل لأنسى هذه الحادثة التي شلَّتْني عن الحياة؟ هل العلاج بالصدمات الكهربائية للمخ نافع في نسيانها؟ وهل يوجد دواء معيَّن يمكن إضافتُه إلى علاجي يفيد في نسيانها؟
صدِّقني، لو كانت حدود الله قائمةً ومطبَّقة، لذهبتُ واعترفت على نفسي، كي يقام عليَّ الحد وأرتاح من عذاب الضمير، لأنني أعتبر الموت هو الحل الوحيد لمشكلتي.
فما هو أفضل علاج للوساوس القهري الفكري؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.