الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من التعلق الزائد بأستاذي، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة مسلمة ملتزمة، بعمر 17 سنة، تراودني منذ بداية السنة الدراسية مشاعر الحب، ولكنها لأستاذ الرياضيات، وحاولت طرد هذه الهواجس متعللة بفارق السن الشاسع، وكونه متزوجاً، لكن دون جدوى.

أنا أراه كل يوم في أحلامي، وأتخيل أنه يمكن أن يصير لي في يوم من الأيام، ولا أسيطر على نفسي إذا التقت عيوننا، حتى أصرف نظري، وأخاف أن أفقد السيطرة على نفسي لأنتهي بمصارحته بما ينتابني من مشاعر حبي تجاهه!

أرجو أن تمدوني بنصائحكم القيمة، لتعود السكينة لنفسي، وأعتبره أستاذاً لا غير!

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ons حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بداية للوقوع في العشق المحرم والعياذ بالله، وله آثاره السلبية الخطيرة، وسببه وقوعك في مخالفة ضوابط الشرع في التعامل مع الرجال الأجانب، ومنها عدم غض البصر، والاختلاط بالرجال الأجانب والكلام معهم، والتعلق بهم، ونحوها من المخالفات الشرعية.

يخشى أن تتطور حالتك إلى الأسوأ إذا لم تسارعي بعلاجها فوراً، فننصحك بالابتعاد عنه، وقطع التفكير فيه نهائياً، وعدم الاسترسال في ذلك، والانشغال عنه بدراستك وواجباتك.

إن أمكن الانتقال من المدرسة إلى مدرسة أخرى؛ فهو أولى وأسرع في قطع العلاقة به تماماً، وإن لم يمكن فلا تقابليه بمفردك نهائياً، بل مع زميلات لك حتى تنضبط نفسك، ولا تتهور في المخالفة للشرع بالعلاقة معه.

عليك حتى تعود السكينة إلى نفسك وتتخلصي مما تعانيه بالآتي:

- التوبة الصادقة والعودة إلى الله، والاعتراف بتقصيرك في طاعته ووقوعك في مخالفة أمره سبحانه، مع الإكثار من الاستغفار والندم على ما مضى من حالك وأنت مقصرة في جنب الله.

- وضع برنامج إيماني لك يقوي إيمانك، ويعصم قلبك من الانحراف، مثل المحافظة على الصلاة والصوم النافلة، وقراءة القرآن، والتسبيح، والصدقة، والإكثار من الدعاء، والتضرع إلى الله.

- البحث عن رفقة صالحة من الأخوات والجلوس معهن وقضاء بعض الأوقات؛ حتى ينقطع عنك التفكير السلبي في هذا الرجل، وحبذا لو التحقت بمركز لتحفيظ القرآن فهو خير ما يشغلك عن هذه الخواطر، ويوصلك للسعادة، بعون الله تعالى.

- تذكري أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وثقي أنك إذا أحسنت الظن بالله والتزمت بشرعه، وابتعدت عن المخالفة له أنه سيعوضك خيراً من هذا الرجل، والحمد لله أنك ما زلت في مقتبل العمر، ولم يفتك قطار الزواج.

- املئي فراغ قلبك بحب الله تعالى والتعلق به، والشوق إلى لقائه سبحانه، والاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً