الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لوم للنفس وعدم ثقة بها وخوف شديد من الناس الأقرباء والغرباء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 22، على أبواب 23، أعاني من خوف شديد من الناس الأقرباء والغرباء، لا أخرج من المنزل إلا إلى المدرسة فقط، والآن أنا لي سنتان جالس في البيت بعد تخرجي من الثانوية، لا أخرج أبداً، سجلت في الجامعة ولكني لم أدرس فكشفت لأهلي ما أعاني منه وأخذني أبي إلى العيادة النفسية فمن هنا بدأت رحلة الشقاء بالنسبة لي، سألني الدكتور عن ما أعاني، فصرف لي Seroxat وحدد لي موعداً معه بعد أسبوعين ولكن مع الأسف لم أستفد من هذا الدواء.

وبعد أسبوعين سألني: كيف حالك الآن؟ فقلت: لم يتغير حالي، فقام وكتب لي دواء آخر وهو CipralexوZyprexa وحدد لي معه موعداً آخر، وأيضاً لم أستفد من هذا الدواء إلا Zyprexa.

أشعر بضيق في الصدر وأريد الخروج من البيت لكن أعراض الخوف ما تزال معي، شكوت للطبيب الأعراض الأخيرة فقال: هذا من دواء Zyp، ثم صرف لي دواء ZypوAurorix، ولكن لازلت على حالتي فغير لي الدواء Aurorix مع بقاء دواء Zyp بدواء Efexor، ولازلت إلى هذه اللحظة أستخدم الدوائين بدون فائدة، هذه مشكلتي وأرجو حلها.

لدي مشكلة أيضاً أعاني منها وهي عدم الثقة بالنفس وكثرة لومي لنفسي، فعندما أكتب موضوعاً في منتدى ألوم نفسي لأي شيء تكتب بهذه الطريقة حتى هذه الاستشارة ألوم نفسي على كتابتها، أنا على استعداد للإجابة على أي سؤال منكم على عنواني الإلكتروني.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صبر أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الواضح أنك تُعاني من حالةٍ نفسية مُزمنة، والتي أرجو أن أؤكد لك أنك ستشفى منها بإذن الله، ومن أسباب الشفاء التي يجب أن تأخذ بها: أن يكون لديك الإصرار والإرادة والإقدام على كسر الحاجز النفسي الذي تُعاني منه، ويمكن أن تطلب المعاونة والمساعدة من أحد الإخوة الذين تثق فيهم، وأن تضع برامج يومية تتمثل في الخروج مع هذا الأخ إلى مكانين أو ثلاثة في اليوم، وذلك بهدف التغلب على الرهاب الاجتماعي، وصدقني أيها الأخ الكرم أنك بعد فترة سوف تجد أنه يمكنك الخروج لوحدك.

بالنسبة للعلاج الدوائي، أنا أتفق تماماً مع طبيبك في نوعية الأدوية التي اختارها لك، فهي جميعها تعالج المخاوف والاكتئاب والإحباط والقلق، والإشكال الوحيد هو أن هذه الأدوية تتطلب الصبر عليها، وتناولها باستمرار وبالجرعة الموصوفة، حيث أن معظمها لا تظهر فعاليته إلا بعد شهر تقريباً من بداية العلاج.

فأرجو يا أخي أن لا تغيّر الدواء مطلقاً؛ لأنه وكما ذكرت لك يتطلب البناء الكيميائي لهذه الأدوية مدة من الزمن، وقد أجمع الباحثون وعلماء الطب النفسي الحديث أن الدواء يجب أن لا يعتبر غير فعال أو غير مفيد إذا لم ينقضِ على استعماله مدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأن يكون الاستعمال متصلاً، فعلى سبيل المثال جرعة الـ( إيفكسر) المطلوبة في مثل حالتك هي 225 ملغم في اليوم، وأن تصبر عليه كما ذكرت لك سابقاً.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً