الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجل لاحظ على زوجته أشياء مريبة تزعجه، هل يصارحها؟

السؤال

السلام عليكم

لي صديق يقول: إنه اكتشف أشياء عن زوجته تمس بعرضه، وهذه الأشياء حدثت قبل الزواج، فهل يصارحها ويواجهها أم ماذا يفعل؟
أرجو الإفادة سريعاً لكي لا يقع في خطأ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مستخدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل وبصديقك- ونسأل الله أن يزيدكما حرصاً وورعاً وخيراً.

لقد أسعدنا سؤالكم قبل اتخاذ القرار، ونذكركم بأن شريعتنا تحتاط جداً في مسألة الأعراض، بل هي المسألة الوحيدة التي لا بد فيها من أربعة شهداء، بل لا بد أن تتطابق أقوالهم وإلا جلدوا وطردوا، وردت شهادتهم.

كل ذلك حتى لا يتساءل الناس وحتى لا يجد أهل الشر فرصة الإساءة للآخرين بدافع الانتقام أو التشهير.

الحفاظ على الأعراض من كليات الشريعة العظيمة، والتي هي الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وشرع حد القذف وحد الزنا، وأمرت الشريعة بالستر على النفس وعلى الآخرين.

لا شك أن صديقك قام بالسؤال عن الفتاة، وعن أهلها، وبنى حياته على قناعات واثقة واضحة، فكيف يترك يقينه وقناعاته من أجل كلام الآخرين؟! وصديقك بلا شك لم ير من زوجته إلا الخير.

لو فرضنا أن هناك إشكالاً قد حصل قبل الزواج فما هي المصلحة في التنبيش بعد ذلك؟ وماذا يريد من سكت من قبل؟ ولماذا تكلم بتلك التجاوزات بعد ذلك؟

نحن نتمنى عدم الوقوف أمام تلك الإشاعات المغرضة طويلاً، بل ينبغي أن نستدعي حسن الظن، وما شاهدنا ولمسنا من خير في زوجاتنا ومحارمنا وإخواننا.

وقد ثبت قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لمن دفع الصحابي الذي وقع في الخطأ إلى الاعتراف، قال له: لو سترته بثوبك لكان خيراً لك. فالمسلم مطالب بالستر على نفسه وعلى الآخرين.

هذه وصيتنا لكما بتقوى الله ثم بعدم التحقيق في أمر الإشاعة، والاكتفاء بما ظهر من حال الزوجة، وعليكم بالتأني وترك العجلة، فإنها سبب للندامة، بينما في التأني السلامة.

نسأل الله أن يصون أعراضنا وأعراضكم وأعراض المسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً