الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سوء الخلق الزوجة وحسن الخلق مع الغير .. نظرة استشارية

السؤال

أنا متزوجة منذ أربع سنوات ونصف ولم أنجب، زوجي يعمل في عمل راق، ويتعامل أغلب الأحيان مع النساء بكل لطف، عكس التعامل معي الذي هو بالقسوة والضرب، ويرسلون له إيميلات ورسائل عن طريق الموبايل، وقبل أسبوعين وجدت رسالة شوق وحنين في الموبايل، وسألته عن الرسالة، فقال: [كلف صديقة أن يبعثها إلى خطيبتة]، وأنا أشك في ذلك، أرجوكم أفيدوني. وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داوريت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال، وأن يجنبنا السوء في الحال والمآل، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

إن أولى الناس بالمعاملة اللطيفة هي الزوجة، وقد قال خير الرجال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
وأوصى بالنساء خيراً وكرر الوصية بهنَّ في لحظات حياته، وأخبر أن الذين يضربون نساءهم ليسوا بالخيار، وكان لطيفاً مع أهله ضاحكاً بسَّاماً يكون في مهنة أهله، ولست أدري ما هو سبب هذه القسوة معك؟ ولم يتبين لي كيف معاملتك له، وما هي الأشياء التي تثير غضبه عليك؟ وهل كان بهذه الطريقة منذ بداية حياته الزوجية أم هذا أمر طارئ؟ وهل سبقت فترة الزواج علاقات عاطفية خارج الأطر الشرعية وبعيداً عن الضوابط الشرعية؟ وإذا عرف السبب بطل العجب، واستطعنا إصلاح العطب!

وسوف أذكر لك بعض الأساليب التي تُعينك بعد توفيق الله على الوصول إلى قلب هذا الزوج، وتغيير هذا الوضع، وهي كما يلي:

1) أصلحي علاقتك مع الله، فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الخلق، والإنسان يرى أثر المعصية في أخلاق زوجه وأولاده ودابته.

2) عليك بكثرة الدعاء والتوجه إلى الله، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كما يشاء.

3) احرصي على حسن استقباله إذا دخل وحسن وداعه، واسألي عن أحواله في أثناء عمله ونهاره، واحرصي على الكلمة الحلوة في
ختام كل اتصال ولقاء؛ فإنها تبقى في الذاكرة.

4) لا تتجسسي على هاتفه، ولا تناقشيه إلا في الأوقات المناسبة، وليس على طريقة التحقيقات، واقبلي اعتذاره؛ فإن ذلك يشجعه على الاعتراف والاعتذار، وهذا دليل على مكانتك عنده، وقد قيل: "قد سرك من أرضاك ظاهره، وقد قدرك من يعصيك مستتراً".

5) اجتهدي في التزين له، والتمسي رضاه؛ فإنك تؤجرين على ذلك عند الله، فإنه يواجه نساء بكامل زينتهنَّ.

6) حاولي ذكر محاسنه أولاً ثم نبهيه بلطف على السلبيات.

7) لا تكثري من نقده، وتكليفه فوق طاقته.

8) عيشي معه اهتماماته وافرحي لنجاحاته، فإنها مكسب لك أيضاً.

9) لا تقارني بين تعامله مع الناس في الخارج وتعامله معك، ولكن اطلبي حسن العشرة واحرصي أنتِ كذلك على عدم تتبع العثرات، ولا
تكثري عليه من الكلام واللوم والعتاب.

10) لا شك أن علاقات العمل سطحية وفيها كثير من المجاملات، وذلك لأنها ساعات محدودة، والنجاح في العمل مربوط بحسن التعامل مع الزملاء والعملاء.

11) إياك والكلمات الجارحة، فإن وخز اللسان أحدُّ من وخز السنان.

12) وأرجو أن تغيري من طريقتك في التعامل معه وتستدركي الأخطاء وتصبري، وسوف تجدين نتائج طيبة بإذن الله، مع ضرورة تذكير هذا الرجل بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي ما ضرب بيده امرأة ولا خادماً، بل وتعجب ممن يضرب زوجته ثم يأتي آخر اليوم ليضاجعها.

والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً