الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ حصولي على الوظيفة يتوافد علي الخطاب وأنا أرفضهم!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا موظفة، عمري 29 سنة، ومنذ حصولي على الوظيفة بعمر 25 سنة بدأ الخطاب يتوافدون عليّ، ولكني في كل مرة أرفضهم لأسباب مختلفة أراها أنا مهمة، منها: أريد أن يكون فرق العمر أكثر من سنتين؛ لأنني أرى نفسي ناضجة وأكبر من عمري، أو أن لا يكون السبب المباشر وظيفتي.

وفي كل المرات التي وافقت فيها كان الرفض يأتي من الطرف الآخر، لا يوجد أحد يساعدني في التفكير، ولا أجد من أثق برأيه، وفي كل مرة يتقدم لي شخص يتملكني غضب شديد يمنعني من التفكير أو الاستماع لأحد.

الآن أفضل أن لا أتزوج حتى لا أجد نفسي مضطرة لقبول شخص لا أرتاح معه، فمثلاً في آخر مرة تقدم لي مهندس يكبرني بسنة، استغربت من تقدمه لي وأنا بهذا العمر، ثم تبين أنه لا يملك منزلاً، واستنتجت أنه يريد موظفة تبني له منزلاً؛ فهذا ما جعلني أشعر بالغضب وأرفضه.

سؤالي: هل يجوز لي أن أرفض الزواج نهائياً لأن التفكير به أتعبني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، وتواصلك مع موقعك، ومع مستشارين هم لك بمنزلة الأب والعم والخال، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير، ويصلح الأحوال، وأن يحقق لك السعادة والآمال.

أسعدتنا ثقتك في نفسك، وأفرحتنا فكرة أن تختار العاقلة من يكبرها، ولكننا نؤكد لك أن العقل والفضل هبة الوهاب، وقد يعطيه من هو في سنك أو أكبر منك بقليل، ونتمنى أن تخرجي فكرة رفض الزواج من ذهنك، فالوظائف والأموال لا يمكن أن تكون بديلاً عن الزواج، فللنساء خلق الله الرجال، وللرجال خلق الله النساء.

وأرجو أن لا تقفي طويلاً مع مقاصد من يطلب يدك، ولكن اشترطي ما اشترطه الشرع الحنيف من الدين والأخلاق، واعلمي أن النقص يطاردنا جميعًا، رجالاً ونساءً، فنحن بشر، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، كما أن للزواج فوائد وفيه مصالح، والنفع متبادل.

ونتمنى أن لا تستعجلي في رد الخُطّاب؛ فإن ذلك سوف يوقف طرْقهم للأبواب، وأعطي لنفسك فرصة، وشاوري محارمك، وتواصلي مع موقعك، ولا تقبلي إلَّا بمن ترتاحين إليه وتقبلين دينه وخلقه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك ويتولاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً