الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسيان الماضي من أسباب نجاح الشخص بعد توبته

السؤال

السلام عليكم

كنت في السنة أولى في الجامعة، تعرفت على شاب في إطار الدراسة، في آخر السنة كان بإمكاني تغيير التخصص، لكن قررت البقاء؛ لأن التخصص أعجبني، وبسبب إعجابي بهذا الشاب، لكني رفضت أي علاقة معه، وكانت محادثتنا في الفيسبوك من حين إلى آخر، بعد مرور سنة اكتشفت أنه ليس الشخص المناسب لي فقررت التوقف عن الحديث معه إلا في إطار الدراسة، ثم توقفت عن الحديث إطلاقا معه.

الآن أنا أعمل وموفقة في دراساتي العليا، وأشعر بتأنيب الضمير، سؤالي: هل دراستي مقبولة؟ وهل التوبة تكون بالتوقف عن الدراسة والعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابنتنا الفاضلة – في موقعك، وزادك الله حرصًا وورعًا وخيرًا، ونسأل الله أن يعينك على الانتقال من نجاحٍ إلى نجاحٍ إلى فلاح، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

القصة التي حصلت معك من خلال مسيرة الدراسة، أنت فقط في حاجة إلى أن تتوبي فيها إلى الله تبارك وتعالى، ثم إذا ذكّرك الشيطان بما حصل فما عليك إلَّا أن تتعوذي بالله من الشيطان، وتُجددي التوبة وأنت مأجورة، فالتوبة من الحسنات، والحسنات يُذهبن السيئات، واعلمي أنه لا علاقة بالقصة بعملك، وبكون العمل حلالا أو غير حلال، هذه أمور تأتي عرضًا في حياة الإنسان، والحمد لله الذي وفقك حتى أنهيت هذه العلاقة وتوقفت تمامًا عن التواصل مع الشاب، واجتهدي دائمًا في أن تكون علاقتك مع الفتيات، فإن احتجت إلى التواصل مع الرجال فليكن وفق الضوابط الشرعية (في حدود العمل، بدون خضوع، في المعروف) يعني بهذه الضوابط الشرعية.

أنت على خير، وأبشري بالخير، ونسأل الله أن يعينك على النجاح والسداد، وعملك مقبول، وتوبتك -إن شاء الله- مقبولة، وما عليك إلَّا أن تُكثري من الاستغفار، وأيضًا لا تقفي طويلاً مع تلك المواقف، ولا تستجيبي طويلاً لتأنيب الضمير إذا زاد عن حدِّه، بل حوّليه إلى استغفار ولجوء إلى الله تبارك وتعالى، عندها سيبتعد الشيطان؛ لأن همّ الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وممَّا يُحزن به أهل الإيمان هو أن يُذكّرهم بالذنوب التي كانوا عليها، ولكن علينا عند ذلك أن نتذكّر أن الله غفور رحيم، نتذكَّر أن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فاستمري في دراستك، واستمري في عملك، وتمسّكي بقواعد وضوابط الشرع، وأبشري بالخير.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً