الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أوفق بين العلم الشرعي ومطلوباتي الدراسية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أريد دراسة العلم الواجب عليّ، وهذه السنة في البلاد التي أقيم بها، هي أصعب سنة في الدراسة التي يتحدد بها مستقبلي الدراسي، وأنا أريد حقاً أن أسعد أمي بأخذ أعلى المعدلات في البلد؛ لأنها تعبت علي كثيراً، وهذا سيتطلب مني وقتاً وجهداً كبيرين. فهل يجوز لي أن أغلب العلم الدنيوي على العلم الواجب؛ بحيث أدرسه ساعة أو ساعتين في النهار، وأترك الباقي للعلم الدنيوي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Azizzzz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يُسهّل لك سُبل العلم دينًا ودنيا، واهتمامك -أيها الحبيب- بتعلُّم العلم الواجب عليك شرعًا دليلٌ على رجاحة في عقلك، ونحن نؤكد على استمرارك في هذا الجانب، والقيام بهذا الواجب العظيم؛ فطلب العلم فريضة على كل مسلم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

كما أن اهتمامك ورعايتك لأُمِّك، وحرصك على إسعادها، دليلٌ أيضًا على حسن في إسلامك، وأن الله تعالى رزقك برًّا بأُمّك ينبغي أن تشكر الله تعالى عليه.

وما سألت عنه -أيها الحبيب- من إمكان التوفيق بين العلم الواجب عليك شرعًا، وبين تحصيل العلم الدنيوي الذي تنتفع به في دنياك، وتُعينُ به نفسك وأسرتك، التوفيق بين هذين العلمين سهلٌ يسيرٌ، وكلُّه ممَّا يُحبُّه الله -سبحانه وتعالى- ويكتب لك به الأجر إذا أحسنت نيّتك.

والعلم الواجب عليك شرعًا أمرُه سهلٌ يسيرٌ؛ فالواجب عليك أن تتعلَّم الفرائض الدائمة عليك، كالصلاة، والطهارة، والصوم، وإن كنت تملك مالاً فيجب عليك أن تتعلَّم أحكام الزكاة، وهكذا إذا كنت قادرًا على الحج يجب عليك أن تتعلَّم أحكام الحج، هذا من حيث العبادات.

وفي العمل والمعاملات يجب عليك أن تتعلَّم الأحكام الشرعية المتعلقة بمهنتك التي تُمارسها؛ حتى لا تقع في الحرام.

ومن جانب العقائد والإيمان يجب عليك أن تعرف أركان الإيمان التي علَّمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذه الأمَّة جوابًا عن جبريل عليه السلام: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه).

وإذا علمتَ هذا تبيَّن لك أن العلم الشرعي الواجب عليك أمرُه يسير، وهو قليل، ولا يحتاج منك إلى كبير جُهدٍ، ولن يأخذ منك وقتًا طويلاً، فإذا حصَّلته واجتهدتَّ مع ذلك بتحصيل العلم الدنيوي، والذي ينفعك ويُفيدك وتنفع به نفسك وأسرتك ومجتمعك؛ فإنك ستحصلُ بذلك على خيرٍ كثيرٍ.

فإذا سنح لك الوقت بعد ذلك بالعودة إلى العلوم الشرعية والاستزادة منها، وتعلُّم المستحب منها؛ فهذا نور على نور، وخيرٌ يُضاف إلى خير.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً