الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناول الطعام عند الألم والقهر النفسي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإني أعاني من هذه المشكلة، وهي أنه كلما تألمت أو انجرحت نفسياً أو انقهرت فإني أفرغ ألمي بتناول الطعام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، هذه الظاهرة معروفة، وهي أن بعض الناس يلجأ في حالات القلق والتوتر والانفعالات المفرطة إلى الإكثار من تناول الطعام، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى شعور بالندم والعصبية في بعض الحالات .

أكثر الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة هي القلق النفسي، وفي معظم الحالات القلق النفسي المصحوب بالاكتئاب .

إذن: المبدأ الأساسي هو أن يُعالج القلق أو الاكتئاب إذا وجد .

نصيحتي هي: أن لا يكون الإنسان حسّاساً حيال بعض الصعوبات التي ربما تواجهه مع الآخرين، كما أنه من المفترض أن يكون الإنسان مُعبراً عن نفسه بصورةٍ معقولة أمام الآخرين، خاصةً في الأشياء التي لا تعجبه أو لا تروق له.
هذا يُعرف بالتفريغ النفسي، وهو مرتكز علاجي هام وضروري جداً للتقليل من الاحتقانات النفسية، والتي إن حدثت بدورها قد تؤدي إلى شعورٍ بالقلق، وأن يلجأ الإنسان إلى التفريغ بصورةٍ غير صحيحة، مثل تناول الطعام على سبيل المثال.

الشيء الآخر الذي أود أن أنصحك به هو تناول بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب والتوتر، وقد وُجد أن الدواء الذي يُعرف باسم بروزاك هو أفضل الأدوية لعلاج مثل هذه الظاهرة، فأرجو البدء بتناوله بجرعة كبسولةٍ واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهرين.

بجانب الإرشاد النفسي السابق والعلاج الدوائي، لابد أيضاً أن يكون لك التحكم الذاتي في الطعام، وأن يكون هنالك نوع من التصميم والعزم الداخلي بأن لا يكون هنالك أي نوعٍ من اللجوء لتناول الطعام في حالات القلق والتوتر، ويمكن أن يُستبدل ذلك بشيء آخر.

يمكن للإنسان أن يتوضأ ويصلي ركعتين في حالة الإصابة بجروحٍ نفسية أو قهر كما ذُكر في الرسالة، وهنالك نشاطات أخرى جسدية وذهنية ونفسية يمكن للإنسان أن يلجأ لها، وهي وسائل للتفريغ النفسي تُعد أفضل من تناول الطعام.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً