الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل حيال النساء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في الثالثة والعشرين من العمر، أعاني من الخجل كثيراً وخاصة من النساء، فمثلاً عندما أجلس مع النساء أشعر بخجل شديد ولا أستطيع أن أشارك مثلاً في الحديث، وعندما أحاول أن أشرب القهوة مثلاً ترتعد يداي حتى أنني أشعر بأنني لن أستطيع أن أوصل فنجان القهوة إلى فمي، وأيضاً يحدث معي زيادة في سرعة القلب.

دائماً أشعر بالضيق وألوم نفسي بأنني إنسان ضعيف جبان ليس لي رأي في هذا المجتمع، وأنا إنسان غير اجتماعي، أي أنني لا أشارك الشباب مثلاً اللذين معي في الجامعة جلساتهم وأحاديثهم، وعندما قرأت الاستشارات في الشبكة الإسلامية جزاكم الله كل خير، سمعت بدواء زيروكسات، فهل ينفع لحالتي؟ وأنا لا أخفيكم القول بأنني أخاف من شرب الدواء النفسي، وهل لهذا الدواء من مخاطر؟ وهل هو متوفر في كل مكان؟

أرجوكم أفيدوني، وهل تنصحوني بتناول الدواء؟ وجزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أحمد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الناس تختلف في قدرتها على مواجهة الآخرين، وليس من الضروري إذا كان الإنسان متحفظاً بعض الشيء في التفاعل مع الآخرين أن يمثل ذلك مرضاً حقيقياً إنما هي ظاهرة بسيطة يمكن التخلص منها بالإصرار على المواجهة والتواصل مع الآخرين.

الخجل الذي ينتابك حيال النساء هو في واقع الأمر نوع من المخاوف البسيطة، وإن كنا في الأصل لا نُقر كثيراً التواصل مع النساء من غير المحارم إلا لضرورة شرعية، فأرجو أن تطمئن من هذا الجانب.

الارتعاش في اليدين وزيادة ضربات القلب هو دليل إفراز مادة تسمى مادة الأدرانلين، وهي في بعض الحالات تفرز بزيادة، مما يؤدي إلى القلق والرعشة والتوتر.

نعم الحمد لله توجد أدوية كثيرة لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي والتوتر بصفةٍ عامة، ومن أفضل هذه الأدوية الدواء الذي يُعرف باسم زيروكسات، وهنالك دواء آخر يعرف باسم براليكس.

إذا كانت حالتك بالشدة الشديدة ولم تستطع أن تقلل من هذه الأعراض عن طريق المواجهة المستمرة، فيمكنك أن تتناول أحد هذه الأدوية، والزيروكسات من الأدوية الطيبة جداً، وهو متوفر في جميع الدول، وهو لا يسبب أي نوعٍ من الإدمان أو الأعراض الجانبية الشديدة، خاصةً إذا تناوله الإنسان بجرعة صغيرة، أي حبة إلى حبتين في اليوم.

ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، وتكون هذه الزيادة قليلة، وقد يشتكي بعض الرجال أيضاً من ضعف جنسي بسيط في الأيام الأولى للعلاج ومع الجرعات الكبيرة، ولكن هذا أمر لا يشاهد كثيراً.

جرعة الزيروكسات في مثل حالتك يمكن أن تكون صغيرة وهي حبة واحدة في اليوم، ولكن تبدأ بتناول نصف حبة يومياً بعد الأكل ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبةٍ كاملة، ويمكن أن تستمر عليها لحوالي أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول العلاج.

كما ذكرت لك الدواء ليس لديه أي مخاطر، وهو من الأدوية المعروفة والفعالة وغير الإدمانية، والمتوفر في دول كثيرة، وإن كان يعاب عليه أنه ربما يكون مكلفاً بعض الشيء من الناحية المادية.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً