الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحساس بتغير نوعاً ما في السلوك جراء تناول الزيروكسات مع تحديد الجرعة الأمثل لتناوله

السؤال

السيد الدكتور محمد عبد العليم.
أبدأ بالشكر لإجابتكم على استفساراتي، وأريد التأكيد على الفائدة التي هي موجودة في موقعكم، فأنا الآن أعتمد على استشارتكم كثيراً، جزاكم الله كل خير على أعمالكم الخيرة.

بالحقيقة أنا سألتك في استشارتي السابقة عن دواء اسمه الديرالين وعن الجرعة المطلوبة، وهل يجب زيادتها؟ ومتى يمكن إيقاف هذا الدواء؟ الاسم العلمي للدواء هو Propranolol hci ، آمل أن يكون هذا الاسم معروفاً لديكم.

سؤالي الثاني هو: كيف لي أن أحدد الجرعة الأمثل من الزيروكسات، فأنت تقول: إن الجرعة تعتمد على شدة الحالة، وأنا لا أعرف شدة حالتي مقارنة مع غيري، ولكني أعاني كثيراً منها؟

سؤالي الثالث وأتمنى أني لم أطل عليك كثيراً: حقيقة أنا أتناول الزيروكسات منذ حوالي الشهر، أحس بتغير نوعاً ما بسلوكي، ولكني لست متأكداً أن هذا ناتج عن الدواء؛ لذا أود أن أسأل مرة أخرى عن التأثير الذي يجب أن أراقب حدوثه للتأكد من فاعلية الدواء، أو بمعنى آخر: كيف يؤثر الدواء على سلوكي وإحساسي؟ وكيف لي أن أتأكد أن الجرعة المأخوذة تناسبني ولا داعي لرفع الجرعة؟

سؤالي الأخير: كيف يمكن تحديد الوقت المناسب لبدء توقف الدواء لضمان عدم حدوث انتكاسة؟

ختاماً أكرر شكري لمساعداتكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فجزاك الله خيراً يا أخي على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وتواصلك معنا.

الدواء الذي ذكرت اسمه العلمي(Propranolol) هو معروفٌ لدينا تماماً، واسمه التجاري الشائع هو إندرال، وهذا الدواء يُستعمل في عدة حالات، وقد كان في السابق يُستعمل لعلاج ضغط الدم، ولكنه وُجد أنه غير مجدي؛ وذلك بعد أن ظهرت أدوية أحسن منه كثيراً، كما أنه يستعمل لتنظيم ضربات القلب، وأكثر أسباب استعماله الآن هي في بعض حالات القلق، والتي يكون فيها نوع من الخفقان أو تسارع في ضربات القلب، والجرعة المطلوبة في هذه الحالة هي 10-80 مليجرام في اليوم، وتؤخذ الجرعات موزعة، بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم.

الدواء يمكن التوقف عنه بالتدرج حسب الجرعة، فإذا كان الإنسان مثلاً يأخذ 40 مليجرام في اليوم، فيمكنه أن يخفضها بمعدل 10 مليجرام كل أسبوع حتى يتوقف عنه تماماً.

الجرعة الأمثل للزيروكسات تحدد عن طريق شدة الأعراض واختفائها، والشعور بالتحسن، وهذه مقاسات نسبية، فمثلاً الإنسان متى ما أصبح يحس بالارتياح والشعور بالاسترخاء واختفاء الأعراض التي كان يُعاني منها في السابق، فهذا دليلٌ على أنه قد حصل أو تحصل على الفائدة العلاجية من الدواء.

ومن علامات التحسن التي أيضاً من خلالها نستطيع تحديد الجرعة، هي أن يحس الإنسان بالرضا عن نفسه، وأن يحس أيضاً بأنه أصبح أكثر تكيفاً وموائمةً مع الآخرين ومع المجتمع قاطبة.

بالنسبة لسؤالك الثالث، نعم أرى أن الدواء قد لعب دوراً إيجابياً في التحسن الذي حدث لك، والتأثير الذي يجب أن تنتظره كما ذكرت سابقاً هو الشعور بالارتياح، وأنك أصبحت تحس بطمأنينة وسلام داخلي، وأنك لا تجد صعوبةً في التعامل مع الآخرين.

الدواء يؤثر على السلوك والإحساس بأن يقضي على الطاقات النفسية المنحرفة، والغير مرغوب فيها، كالتوتر والقلق والخوف والاكتئاب والوساوس، والجرعة المأخوذة التي تُناسبك هي حقيقةً تلك الجرعة التي تحس فيها بأنك أصبحت في أمانٍ وسلام مع نفسك ومع الآخرين، وأنك لا تُعاني من نفس الأعراض السابقة، وفي بعض الأحيان هنالك نوع من الاختبارات التي نقوم بتطبيقها على مرضانا، وهذه الاختبارات عبارة عن أسئلة معينة يُسأل ويجاوب عنها المريض، أسئلة مُعينة في بداية العلاج، ثم بعد ذلك نطلب منه أن يقوم بملء نفس الاستبيان بعد فترةٍ من تناول العلاج، ومن خلال الفرق في الدرجات التي تظهر على الاستبيان ما بين الفحص الأول والفحص الثاني، نستطيع أن نقول وبصورةٍ نسبية أيضاً: إن هذا الشخص قد وصل إلى درجة معينة من التحسن، ولكن هذه الاختبارات لا أرى داعياً لها؛ لأن النظرة الشاملة للطبيب يستطيع من خلالها أن يقيم مريضه بصورةٍ أفضل، وعليه أرجو أن لا تنزعج لهذا الموضوع أو تحديد الجرعة بدقةٍ شديدة، فالأمر هو أمر نسبي، متى ما شعرت أنك أفضل وأنك أحسن، فهذا هو التحسن وليس أكثر من ذلك.

الوقت المناسب أو المدة المناسبة للجرعة دائماً نقول: إنها تتفاوت من إنسان إلى آخر، ولكن بصفة عامة أقل مدة ينصح بها الآن هي أن يتناول الإنسان الدواء لمدة ستة أشهر، تبدأ من الوقت الذي شعر فيه بالتحسن المعقول، ويُعرف تماماً أن الإنسان إذا استمر على الدواء لفترةٍ أطول، فهذا بالتأكيد سوف يمنع الانتكاسات المرضية المستقبلية بإذن الله، ولا خوف أبداً من أن يستمر الشخص على الدواء لفترة طويلة؛ لأن الأدوية الحديثة كلها بفضل الله جيدة وقليلة الآثار الجانبية، وهي سليمة.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً