الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضغوط نفسية عند التعامل مع الناس أو القيام بعمل معين

السؤال

السلام عليكم.

أصبت باكتئاب شديد من سبع سنوات، واستخدمت البروزاك لعلاجه واختفى الاكتئاب بعد ثلاث سنوات من استخدام العلاج بشكل شبه نهائي، ولكني استمررت في استخدام البروزاك خوفاً من حدوث انتكاسة، وخلال الثلاث سنوات الأخيرة عانيت كثيراً من الضغوط النفسية الشديدة، مثلاً أشعر بضغوط نفسية حين أتعامل مع الناس أو حين أكلف بعمل معين بالإضافة إلى بعض الخوف من أن يساء إلي إما بكلمة أو نظرة أو فعل معين من قبل الآخر؛ لأن الإساءة تسبب لي ألماً نفسياً وضيقاً شديداً، وعندما أتذكر موقفاً أسيء إلي فيه أحاول الهروب منه بشكل لا إرادي إما بتعظيم النفس كأن أقول: أنا ملك أو باحتقار الآخر كل هذا بيني وبين نفسي.

مع أنني أتعامل مع العشرات من الناس يومياً بحكم عملي وهو التعقيب على معاملات الشركة لدى الدوائر الحكومية، وسؤالي هو: هل يوجد علاج لحالتي؟ طبعاً أقصد علاج دوائي أستطيع من خلال تناوله أن أعيش بشكل طبيعي.

ملاحظة: أنا حساس بطبيعتي ولكن لم تكن يوماً بهذا الشكل الذي يكاد يفقدني عقلي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت والحمد لله قد استجبت للعلاج في وقت سابق، وبما أن الأعراض قد عاودتك وإن كانت بصورةٍ مختلفة بعض الشيء، فهذا يدل على أن لديك الاستعداد للقلق والتوتر والمخاوف، وهذه إن شاء الله بسيطة ويمكن علاجها، فعليك الاستمرار في المواجهة، وعدم تجنب المواقف، كما أنه يمكنك أن تواصل استبدال الأفكار السلبية حول ذاتك بأخرى إيجابية، ولكن ليس بالدرجة التي تصل فيها إلى أن تعظم أو تزكي فيها النفس كأن تقول أنك ملك، عليك أن ترى نفسك أنك إنسان عادي تحترم الآخرين، وعليهم أن يبادلوك هذا الاحترام.

بما أنك في حاجةٍ إلى علاج دوائي فأرى أن الدواء المناسب بالنسبة لك هو العقار الذي يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدأ في تناول جرعته بمعدل 10 مليجرامات ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة إلى 20 مليجراماً، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى 10 مليجرامات، وبما أنك لديك بعض الاستعداد فلابد أن تستمر على الجرعة الوقائية لمدة أطول، وأقترح أن تكون المدة المبدئية عاماً كاملاً.
أنت والحمد لله بخير ولديك عمل، ومن الواضح أن شخصيتك تتميز بالنضوج، وهذه في نظري كلها عوامل تُساعد على التخلص من هذه الحالة، فعليك أن تكون أكثر ثقة بنفسك، وأن تتناول الدواء كما وصفته لك.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً