الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والقلق من المشاجرات.. كيف أغير هذه الحالة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأسأل الله أن يعطيكم الصحة والعافية والدوام على الخير.

لدي استشارة مهمة جداً، وهي عن حالتي النفسية والتوتر الذي يصيبني، وهو إذا حصل شجار بيني وبين أحد الأشخاص وإن كان مشاجرة بسيطة بالكلام أشعر أني متوتر وخائف وأعصابي منهارة وحالتي قلقة! وفي بعض الأوقات إذا حصل بين شخصين وأنا بجانبهم يحصل ما ذكرته.

وهذا اليوم وهو الذي أصريت فيه بأن أبعث إليكم رسالتي وأستشيركم في حالتي اتصل بي عمي أبو زوجتي من القرية، وأنا في المدينة أعيش أنا وأخي وعائلته وزوجتي وأولادي، قال لي عمي: أريد منك أن تخرج بنتي في بيت وحدها، وإلا فسوف آخذ بنتي، وغلق التلفون، علماً أني في عقلي لا أخاف من هذه التهديدات ولكن في نفسي أتاني خوف وقلق وضجر من هذا الكلام، شعرت أني مضطرب بعد هذا، هل من حل لذلك؟
جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الناس تختلف في درجة تعبيرها عن الخوف والقلق، ويظهر أنك أنت من النوع الحساس الذي يتفاعل مع الأمور بصورةٍ أشد مما يتفاعل معها الآخرون، هذه أيها الأخ الكريم ليست حالة مرضية إنما هي طبع أو سمة من سمات نفسك وشخصيتك.

الحادثة التي ذكرتها هي حادثة معتبرة، يمكن أن تُقلق أي إنسان؛ حيث أن ما طلبه والد زوجتك يُعتبر أمراً شديداً، كما أنه لم يواصل النقاش معك، فمن الطبيعي أن تنزعج منه، ولكن أرجو أن يكون هذا الانزعاج في حدود ما هو معقول.

هنالك أشياء سوف تُفيدك إن شاء الله في التقليل من درجة المعاناة والقلق والتوتر الشديدين، في مواقف لا تتطلب ذلك.

أولاً: عليك دائماً أن لا تكتم أشياء داخل نفسك، بمعنى أن تعبّر عن نفسك خاصةً في الأشياء التي لا تُرضيك إذا كانت في نطاق البيت أو العمل أو المجتمع بصفةٍ خاصة.

علينا أن نعبّر دائماً في حدود الذوق والأدب في الأشياء التي لا تُرضينا؛ لأن الكتمان يؤدي إلى الكثير من الاحتقانات، وهذه الاحتقانات قطعاً تؤدي إلى القلق والخوف والتوتر، وهذا ربما أيضاً يتحول إلى نوعٍ من الغضب في بعض الأحيان .

أنت لديك أيضاً بعض الاستعداد الزائد في إفراز مادةٍ تُعرف بمادة الأدرانلين، وهي تفرز في أوقات القلق، ولكن بصورةٍ متفاوتة، فحين يكثر إفراز هذه المادة يؤدي هذا إلى الشعور من الخوف والقلق، ولذا لابد من استعمال بعض الأدوية التي تقلل من إفراز هذه المادة دون إلحاق أي ضرر بك -إن شاء الله-.

الدواء الذي أنصحك باستعماله يُعرف باسم موتيفال، وهو دواءٌ بسيط لعلاج القلق والتوتر والاكتئاب البسيط، وستجد فيه -إن شاء الله- خيراً كثيراً، فابدأ في استعماله بمعدّل حبة واحدة في اليوم ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة لمدة شهر، وبعد ذلك تتوقف عن العلاج.

هذا الدواء يمكن أن تأخذ معه دواءً مصاحباً آخر يُعرف باسم إندرال، والجرعة هي 10 مليجرامات (حبة واحدة) خذها في اليوم بصفةٍ يومية لمدة شهر أو شهرين ثم توقف عنها.

هنالك دراسات أيضاً تُفيد في أن ممارسة أي نوعٍ من الرياضة كالمشي تُساعد في تقليل الخوف.

أرجو أن تحسب أيضاً للمواقف، فهنالك مواقف ربما يتعرض لها الإنسان، وأنا لا أدعوك أن تكون تشاؤمياً، ولكن أدعوك أنك إذا تعرضت لأي موقف شديد في المستقبل، عليك أن تعزم مع نفسك وتقول أني سوف أتعامل مع هذا الموقف بكل طبيعية أو حتى بكل برود .

أرجو أن تنمي مثل هذه الأفكار دائماً عندك، أي أن تفكر في نوعٍ من التحوط المستقبلي (إذا حدث لي كذا وكذا سوف أقوم بكذا وكذا).
هذا أيضاً إن شاء الله يقلل من القلق ويجعلك أكثر هدوءاً بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عدلان

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اشكر السائل والمجيب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الخوف الذي تشعر به حين مشاجرة هو خير لك ؛ ان لم تخف تلحق الضرار بي معني انصحك ان تكثر من الصمت و تجنب الجدال ( اكثر من الاستغفار و تلاوة القران الكريم و فهم معنيه و احراس علي صلاة الفجر في مسجد )

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً