الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل التخلص من دوام التفكير في شيء معين

السؤال

السلام عليكم

إخواني الأعزاء: لدي مشكلة لا أدري ما سببها، ولا من أين جاءت، وهي لها علاقة بالتفكير، فأعينوني أعانكم الله.

في بعض الأحيان -وليس دائماً- عندما أبدأ شيئاً جديداً في حياتي أشعر أنه يشغل حيزاً كبيراً من تفكيري، وأصبح أفكر بهذا الشيء، وما يتعلق به طول الوقت، مثلاً ذات مرة أردت تعلم لغة جديدة، لاحتياجي إليها من أجل الدراسة، وبدأت في ذلك بالفعل، لكن كان الأمر يشغل حيزاً كبيراً جداً من تفكيري، وهذا يسبب لي مشاكل، ولا أرتاح إلا بعد أن توقفت تماماً عن محاولة تعلمها.

الآن وقد بدأت تمارين المقاومة حديثاً، أشعر أني لا أفكر إلا بها، وما يتعلق بها، لدرجة أني أصبت بصداع دائم، وصعوبة في النوم من شدة التفكير فيها، حتى إن خشوعي في الصلاة قل، وأيضاً مستواي في حفظ القرآن، واهتمامي بالدراسة قل، مع أني تقريباً لا أمارسها إلا مرة في الأسبوع، وأنا أعلم أني سأتركها إذا استمر معي هذا التفكير.

أشعر بشعور يشبه الخوف، والشك، وكأني خائف من أن ألحق الضرر بنفسي، أو أن أضيع وقتي في شيء تافه، لن أحقق مقصدي وهدفي من ممارسته، فهذا الشعور والتفكير الذي لا أستطيع مقاومته يخف عندما أختلط بالناس، أو عندما أمارس نشاطاً اجتماعياً، لكن سرعان ما يعود بمجرد أن ينتهي الأمر.

ماذا بي؟ أريد نصيحتكم وتوجيهكم لي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بُنيَّ- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الذي طرحت.

بُنيّ: إنَّ ما تصفه هو حالة طبيعية، فأيُّ إنسان عندما يُفكّر بمشروع مُعيَّن أو فكرة ما، فإنها تُسيطر على تفكيره إلى حدٍّ كبير، كلُّنا يمرُّ بهذا، وهذا من الأمور الطبيعية، وإلَّا فإن المشروع الذي يُفكّر به الإنسان لن يتم، ولن يكتمل، طالما أنه لا يُفكّر فيه، لذلك أريد أن أطمئنك أن هذا أمرٌ طبيعي.

ثانيًا: ما ذكرتَ من أنشطة ليست أموراً تافهة أو مضيعة للوقت، فتعلُّم لغة أجنبية، أو حفظ القرآن، أو تمارين المقاومة، كلُّها أمور طيبة، ولا بأس أن تفكر فيها، بحيث أنك تتقنها وتُصبح عندك من الأولويات في حياتك.

الشيء الجيد أن هذا التفكير الذي وصفته بالزائد قد خفَّ عند قيامك ببعض الأنشطة، كالاختلاط مع الناس، أو ممارسة نشاط اجتماعي، فهذا مفيد، فعندما تشعر أن تفكيرك في مشروعك ما أو عملٍ ما قد أخذ نصيبه، فيمكنك هنا أن تقوم ببعض هذه الأنشطة، ومن ثم تعود في التفكير الذي تريد أن تنجزه.

بُنيَّ: إن ما تصفه هو أمرٌ طبيعي، لا تقلق منه، بل هو من صفات الإنسان الناجح، الذي عندما يُفكّر في مشروع أو اختراع أو اكتشاف، فإنه يُصبح عنده من الأولويات، ويُصبح أكثر أهمية، حتى من النوم والطعام والشراب.

أدعو الله تعالى أن يُوفقك في دراستك الثانوية، لتكون من المتفوقين، لتخترع لنا أو تكتشف لنا شيئًا يفيدنا ويُفيد الناس.

أدعو الله تعالى لك بسلامة الصدر وانشراحه، والتوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً