الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور التفكير الإيجابي ورفع المهارات الاجتماعية في علاج الخجل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أود شكر جميع العاملين على إنجاح هذا الموقع الشامل الوافي، وبعد أنا في السنة الأولى من قسم علم الاجتماع، ولكن مشكلتي أني خجولة جداً، وهذا يتنافى مع طبيعة دراستي التي تتطلب مني أن أقوم وأناقش وأدلي برأيي، أمام عدد كبير من الناس، فما الحل الذي يساعدني على تخطي هذه المشكلة؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالخجل حقيقةً هو من الطباع البشرية التي ربما تنشأ مع الإنسان من الصغر، ولكن لا نقول أنه أمر فطري؛ فهو أمر متعلم ويزيد الإنسان منه بعدم تفاعله مع الآخرين.

حقيقةً الذي أوده منك أولاً هو التفكير الإيجابي، أنت -الحمد لله- الآن وصلت إلى المرحلة الجامعية وفي قسم الاجتماع، وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازاً كبيراً، بالتأكيد وصلت إلى هذه المرحلة بعد جهد، وهذا يدل أن لديك المقدرات التي تجعلك مؤهلة للتفاعل مع الآخرين.

إذن: فالتفكير الإيجابي هو شيء ضروري جدّاً، ولابد لك أيضاً ألا تقللي من قيمة نفسك، وعليك أن تسعي دائماً لأن ترفعي من سقف القيمة الذاتية لديك، فهذا أمر هام وضروري.

وبالطبع بجانب هذا التفكير الإيجابي هنالك عدة سبل يمكن للإنسان أن يرفع عن طريقها مهاراته الاجتماعية، هذه التمارين السلوكية تعتبر بسيطة في ظاهرها ولكنها مهمة وذات قيمة علمية كبيرة في جوهرها.

أول مهارة اجتماعية عليك أن تتعلميها هي: أن تحاولي أن تنظري إلى الناس في وجوههم حين مخاطبتهم، عليك ألا تتجنبي النظر إليهم، هذا يعتبر من المهارات الاجتماعية البسيطة والضرورية جدّاً.

ثانياً: عليك أن تقللي من اللغة الحركية، أي لا تستعملي اليدين أو بقية أجزاء الجسم حين التخاطب مع الآخرين، عليك أن تتحدثي بقدر المستطاع عن طريق المخاطبة اللفظية، هذا لا يعني أن المخاطبة الحركية مرفوضة مطلقة؛ لأن المخاطبة الحركية أيضاً تزيد في بعض الحالات من مقدرات المحاور، ولكن بالطبع في حالتك لا نحبذها في هذه المرحلة.

ثالثاً: عليك أن تقومي بالتخيل أو ما يعرف بالتعرض في الخيال لمجموعة من الناس، عليك أن تتخيلي أنك أمام جمع كبير من الناس، وقد طلب منك القيام بإلقاء محاضرة أو درس عليهم، وتقومين بإلقاء هذا الدرس أو هذه المحاضرة وفي نفس الوقت تقومين بتسجيلها، ثم بعد ذلك يمكنك الاستماع إلى ما تم تسجيله، ومن خلاله تستطيعين أن تكتشفي الكثير من المقدرات التي كانت خافية عليك، وفي نفس الوقت يمكنك أن تصححي الأخطاء والثغرات والهنَّات والضعف في الأداء، جربي هذه التمارين بصورة جادة.

وفي نفس الوقت بالطبع التخيل من هذا النوع يجعلك عرضة لبعض الخوف الداخلي ولكن هذا الخوف سوف يقل بالتدريج وبعد ذلك يمكنك أن تنقلي نفسك للمخاطبة في الواقع، هذا يعتبر من التمارين الذهنية السلوكية المهمة جدّاً.

كما أنه من الضروري بالنسبة لك أن تحضّري بعض المواضيع حين تكوني ذاهبة لمقابلة أي مجموعة من زميلاتك أو من الأقارب، أرجو ألا تكوني مستمعة فقط إنما تكوني مبادرة بالحوار والتحدث والمخاطبة، وهذا بالطبع لا يتأتى إلا إذا كان لديك الرصيد والحصيلة من المعلومات المطلوبة، وهذا يحتم عليك أن تحضّري المواضيع قبل اللقاء أو مخاطبة الآخرين.

إذا كان الأمر بالشدة الشديدة فلا مانع أيضاً من أن تتناولي أحد الأدوية التي نوصي بها كثيراً في حالات الخجل أو الرهاب الاجتماعي.

بالرغم من إيماني أن حالتك بسيطة إلا أن العقار الذي يعرف باسم زيروكسات سوف يساعدك أيضاً؛ أرجو أن تتناوليه بجرعة صغيرة وهي نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعيها لحبة كاملة واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، أي حبة واحدة في اليوم ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد انقضاء هذه المدة أرجو أن تخفضي الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خفضيها بعد ذلك إلى نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، ثم توقفي عنها.

وأخيراً لابد أن أنصحك بالتفاعل الاجتماعي والغير مباشر، مثلاً حضور حلقات الدروس المختلفة، ويا حبذا لو كانت هنالك مجموعة من الفتيات وكوّنتن حلقة لتدارس القرآن والتلاوة، فمن خلالها أيضاً يستطيع الإنسان أن ينمي مهاراته الاجتماعية ومقدرته على التخاطب.

أرجو الالتزام بهذه النصائح وتطبيقها مع تناول الدواء الذي وصفته لك، ومع مزيد من الثقة بالنفس سوف تجدين إن شاء الله أن مقدراتك من ناحية التواصل قد ارتفعت تماماً وقد اختفى الخوف والخجل بإذن الله.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً