الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة هلع عند الخروج من المنزل مع توتر وقلق مستمر

السؤال

الدكتور: محمد عبد العليم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا صاحب الاستشارة رقم: 2488775
لدي حالة من الهلع عند الخروج من المنزل، وتوتر شديد، وضيق شديد في النفس يصل لانقطاع النفس تقريباً، بحيث يصل بي الحال فقط أريد أن أصل البيت، وأنزل كثيراً من السيارة قبل الوصول أملاً في أن أرتاح.

في البيت مزاج مكتئب وقلق، مشتت الأفكار، وهز الساق، وضيق متوسط في الصدر والنفس، مع شد أو توتر، وعدم الرغبة في إنجاز الأشياء.

استخدمت الفافرين -كما ذكرت- في استشارتي السابقة، وكان تأثيره محدوداً، واستخدمت استالبرام بجانب ديناكسيت -كما وصفتم لي بالاستشارة السابقة- ولكن تحسني أيضاً كان محدوداً، وحدثت لي انتكاسات قوية من حالات هلع وضيق نفس شديد لحد انقطاع النفس تقريباً.

التزمت بما وجهتموني به من خطوات بقدر المستطاع ولم يجد الأمر نفعاً معي.

بالنسبة لموضوع التعرض -كما ذكرتم- أنا مجبر أن أتعرض لهذه الحالة كل يوم؛ لأني موظف ومجبر للذهاب بوسيلة نقل للدوام.

ذهبت لدكاترة الأذن والأنف والحنجرة؛ لأنه أصبح عندي مثل شيء ما تحت الحنجرة يضيق علي النفس، ويزداد عند حالة الهلع؛ بحيث ينقطع النفس تقريباً، وكان تشخيصهم أنه تحسس، وأخذت الأدوية التي وصفوها، ولا يوجد نفع في حل هذه القضية، ولكن فقط أحدهم قال لي: بأنه ممكن أن يحدث هذا الالتهاب أيضاً أو تقلص العضلات في هذه المنطقة، ويسبب الضيق نتيجة التوتر.

أنا على هذا الوضع من المعاناة المستمرة منذ 8 سنوات، وألتمس منكم حلاً لقضيتي بعلاج آخر أجربه ربما يتناسب معي.

حالياً أستخدم مكملات الاوميغا 3 وفيتامينات ال ب .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أخي الكريم: العلاجات متوفرة، وإذا جرّب الإنسان علاجًا ما وفشل هذا لا يعني نهاية المطاف أبدًا؛ لأن الأدوية تعمل من خلال التوافق الجيني، حتى وإن كان الدواء دواءً معروفًا ومشهورًا أنه يفيد في حالة مُعيّنة، إذا لم يستفد الإنسان منه؛ هذا يعني أنه لا يوجد توافق في التركيبة الجينية مع هذا الدواء، وهذا أمرٌ نعرفه ونشاهده في بعض الحالات ولا أقولُ كثيرًا.

أخي الفاضل: من أهم الأشياء أن يكون لك العزيمة على التحسُّن، أن يكون لك إرادة التحسُّن، هذه إرادة ونيّة، والنيّة هي القصد والعزم، على المستوى النفسي والفكري والمعرفي لابد أن تُهيئ نفسك على ذلك، ولابد أن تعيش في قوة الآن، الآن أقوى من الماضي - كما ذكرنا - لا تتوجَّس، لا تحسّ بأي نوع من السأم، تقول لنفسك: (أنا فشلتْ معي العلاجات كلّها) أو شيئاً من هذا القبيل، لا، أبدًا، الخير دائمًا هو الذي يغلب وهو الأكثر، واليسر دائمًا يأتي بعد العُسر، فعش على الأمل والرجاء، وهذا ليس خداعًا للنفس، إنما هي حقيقة علاجية.

يأتي بعد ذلك التطبيقات السلوكية المختلفة، مهمّة جدًّا، وأنا أقول لك: التعريض التعريض التعريض حتى الإطماء - كما يُسمَّى - كأن الإنسان يغطس في ماءٍ يوميًّا، وهذا هو التدريب السلوكي الحقيقي، التعريض مع تحقير فكرة الخوف، ودائمًا يجب أن تشعر بأنك رجلٌ مسؤول نحو نفسك ونحو الآخرين، وأن لك مهنة محترمة، فيجب أن تكون دائمًا فعّالاً وإيجابيًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أودُّ الآن أن أقترح عليك عقار (فينلافاكسين Venlafaxine) والذي يُعرف تجاريًا (إفيكسور Effexor)، دواء طبعًا هو أكثر قوة من الأدوية السابقة، ولدينا تجارب إيجابية أيضًا معه، ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يرفع ضغط الدم قليلاً وبنسبة خمس درجات فقط في حوالي عشرة بالمائة (10%) من الناس، وهذه لا تحدث إلَا مع الجرعات الكبيرة جدًّا وكانت مدة العلاج مدة طويلة، لابد أن أذكر لك هذه الحقيقة العلمية، لكن أرجو ألَّا تكون هذه الحقيقة سبب في نفورك من هذا الدواء.

هذا الدواء يتطلب بروتوكولاً مُعيَّنًا، وهو: أن نبدأ في بناء الجرعة تدريجيًّا، وحين التوقف أيضًا يكون تدريجيًّا، فأريدك أن تبدأ الفينلافاكسين بجرعة سبعة وثلاثين ونصف (37,5 ملج) يوميًا لمدة أسبوع، ثم تجعل الجرعة خمسة وسبعين (75 ملج) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم مائة وخمسين (150 ملج) يوميًا لمدة شهرٍ، ثم مائتين وخمسة وعشرين (225 ملج) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي الجرعة والمدة العلاجية، بعد ذلك خفض الجرعة إلى مائة وخمسين (150 ملج) يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة وسبعين (75 ملج) يوميًا لمدة شهر، ثم سبعة وثلاثين ونصف (37,5 ملج) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم (37,5 ملج) يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناوله.

وأرجو تدعيم الإفيكسور بعقار (ريسبيريدون Risperidone) بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر. أسأل الله أن ينفعك به.

وبالنسبة للأوميجا وتناول الفيتامينات: قد لا تكون هنالك أسانيد علمية حقيقية لنفع هذه المركبات إلَّا في نطاق ضيق، لكن أقول لك: لا بأس بها.

كما نرجو مراسلة الموقع بإيميل واحد وذلك لسهولة المتابعة ولعدم التكرار.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً