الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع الزواج قبل أن أزوج أخواتي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 23 سنة، خريج كلية، أعيش مع أمي وزوجها، ولدي أختان من أمي، وزوج أمي هو من رباني وقام بتربيتي على أكمل وجه.

خطبت لي أمي فتاة، وأنا معترض؛ لأني أفكر في مساعدة زوج أمي في تجهيز أخواتي البنات للزواج، وذلك يحتاج 4 سنوات تقريباً؛ لأن زوج أمي لم يقصر معي.

أريد جمع بعض المال لبناء بيت العائلة، ولإنشاء أسرة مستقرة، بحيث أدخل أولادي المدارس الأزهرية، وأمي تقول لي: يا ابني الرزق بيد الله، ولو زوجتك صالحة ستعينك على همومك.

علماً أن أسرة الفتاة ميسرين أمور الزواج، لا أعرف كيف أقرر، خائف أن يزعل زوج أمي -أبي- لأني سأتزوج وأتركه، وخائف ألا أستطيع إدخال أبنائي في المستقبل للمدارس الأزهرية، ولا أوفر لهم الرعاية اللازمة في المستقبل، أفيدوني.

جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وشكر الله لزوج أمك صنيعه معك، فقليل من الناس من يفعل ذلك، فشكر الله له، وأعانك الله تعالى على رد هذا المعروف معه.

أخي الكريم: نحن نتفهم حاجة شاب في مثلك إلى الزواج، كما نتفهم حرص والدتك على الإسراع به، ونحن نشجع دائماً الزواج في الصغر، ونقول لكل شاب يريد الزواج: تزوج صغيراً، تنجب ولداً لك يرعاك في طفولة الكبر، لكن هذا -أخي الكريم- لمن يملك القدرة والاستطاعة، أنت لا زلت متخرجاً حديثاً، وكذلك لا زلت نوعاً ما صغيراً، ومن الوفاء القيام بعون زوج أمك ومساعدته -دون الإضرار بنفسك-، لذا ننصحك بما يلي:

أولاً: البدء بالبحث عن عمل والانخراط في سوق العمل مباشرة.

ثانياً: مساعدة زوج الأم بما يتيسر معك من مال، وما تملكه من نصيحة، فهو يحتاج منك الآن إلى عضد ومساعدة، يحتاج إلى من يسمع منه ويتشاور معه، فكن أنت هذا الشخص.

ثالثاً: إذا عرضت مسألة الزواج وهو حاضر، فأسمعه أنك لا تريد الزواج إلا بعد تجهيز أخواتك البنات، وانظر ماذا سيكون جوابه؟

رابعاً: أمك أدرى بزوجها منك، لذا إذا أصرت على الزواج، وكانت عندك القدرة والاستطاعة، والفتاة صالحة متدينة ذات خلق، وهي من الناحية الشكلية مقبولة لك؛ فنرجو منك أن تخبر والدتك بالموافقة، بشرط أن يحدثك زوج الأم في ذلك، دعها تخبره عن رفضك إلا بعد تجهيز الأخوات ومساعدته مادياً، فإن هذا مما يسر فؤاده، ثم هو أيضاً سيعطيك النصيحة التي يراها سديدة لك.

خامساً: أما مسألة خوفك من عدم القدرة على إدخال أولادك المدارس الأزهرية، فهذا التفكير سابق لأوانه، فلا زلت عزباً، والغيب يعلمه الله، والرزق بيده، فلا تقلق، واعلم بأن ( الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، وأنه القائل: (وما من دابة في ‏الأرض إلا على الله رزقها) [هود: 6] والقائل: (وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله ‏يرزقها وإياكم وهو السميع العليم ) [العنكبوت:60]، وقال تعالى: (يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من ‏السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) [فاطر:3].

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال: حدثنا ‏رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق قال: "إن أحدكم يجمع خلقه في ‏بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ‏ملكاً فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ ‏فيه الروح".‏

فاطمئن -أخي- لأقدار الله، وعليك السعي، والله يبارك في الرزق.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً