الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من كثرة التفكير وتضييع الوقت فيه، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أفكر في كل شيء، سواء كان بسيطاً أو لا، أحياناً تكون مسألة دينية، وأبحث عنها، وأجد فيها اختلاف الآراء، وذلك يجعلني أبحث وأفكر أكثر، وأحياناً تكون مفيدة، لكن تكون في غير وقتها، أو أحياناً أفكر في عبارات قلتها أو حتى سأقولها، إذا كانت رسالة مثلاً أو أشياء فعلتها.

عندما أبحث عن معلومة أضيع وقتاً طويلاً حتى أجده، حتى لو كان فيديو ترفيهي مثلاً، ولا أتذكر عنوانه على اليوتيوب، ويصيبني هم، وأضيع ساعات في أشياء مثل هذه.

مشكلتي أني لا أستطيع السيطرة على نفسي، وأنا لدي امتحانات، وأريد أن أحصل على مجموع عال، وبعد ضياع الوقت، ألوم نفسي كثيراً، ولا أستطيع التركيز أثناء المذاكرة، وأنسى كثيراً، وكل هذا يوترني.

معظم الوقت أشعر بالحزن، وأفكر بشكل سلبي في أبسط الأشياء حتى وإن كان الشيء لم يحدث بعد، وأبكي كثيراً، وأحياناً أستيقظ من النوم، وأبكي بدون سبب معين، وأشعر بأن ليس لدي طاقة للنهوض، وأحياناً أبكي على أشياء لا تستحق البكاء.

عندما أضحك أشعر بالندم على ضحكي، أصبحت معظم الوقت مرهقة، وأشعر بالصداع، وازدادت الهالات السوداء حول عيني، وأشعر بآلام كثيرة، وضربات قلبي تزداد، ولا أريد التحدث مع معظم الناس.

أحاول أن أظهر نفسي أمام الآخرين أني على ما يرام، وأفكر كثيراً في تعاملي، وأعتذر على أشياء لا تستدعي الاعتذار، وأصبحت في ضغط عصبي مستمر، وأندم كثيراً، وحتى النوم لم يعد مريحاً، وأجد صعوبة في أخذ قراراتي، لا أعرف إن كانت هذه أشياء تستحق الاستشارة.

أشكركم جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Habiba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - بُنيّتي - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

واضحٌ من سؤالك -بُنيّتي- أنك فتاة شابَّة حسّاسة وذكيّة، ولذلك تقضين الوقت متحسِّسة لأمورٍ تكلّمت بها أو أمورٍ مرَّت معك.

بُنيّتي: إنَّ ما تشعرين به من التوتر والحزن والذي لم تجدي له أسباباً معينة - كما ورد في سؤالك - دعينا نقول لك: طالما أنك في الثالث الثانوي، ومُقبلة على الامتحانات النهائية للمرحلة الثانوية، فهي مرحلة حسّاسة، وهامّة، ينبني عليها أمور كثيرة في دراستك الجامعية المستقبلية، فهذا أمر طبيعي أن يُحدث توتراً وقلقاً عند الإنسان، لذلك أنت متوترة وقلقة بسبب ما تمرين به في هذه المرحلة الحرجة في حياتك، هذا من جانب.

من جانب آخر: هناك أمرٌ إيجابي لصفة موجودة عندك، وهي أنك إن أردت أن تبحثي في أمرٍ مُعيّن مهما كان تافهاً أو صغيراَ، فإنك تبذلين الوقت الكافي حتى تجدي ما تبحثين عنه، هذا له مؤشر إيجابي؛ لأنه يُشير إلى أنك ذات عزيمة لبلوغ الهدف، عندك شيء من العزم عندما تريدين أن تبحثي عن أمرٍ مُعيّن، فلا ترتاحين حتى تهتدي إليه، وهذا بحد ذاته أمرٌ جيد.

بُنيّتي: أنت الآن مُقبلة على الامتحانات الأخيرة، لذلك - كما ذكرتِ في سؤالك - تحتاجين أن تركّزي على دراستك، ولا تشغلي بالك بالأمور الأخرى.

لذلك طالما عندك القدرة على التصميم والبحث عن المعلومة حتى تحصلي عليها، أريدُ منك الآن أن تُوقفي هذه الأمور، وتبحثي فقط في أمور دراستك وكتبك المدرسية.

بُنيّتي: أحيانًا عندما يشعر الإنسان بالتعب من الدراسة، فإنه يُلهي نفسه بأمورٍ صغيرة هنا وهناك، من حيث لا يشعر، أرجو أن تنتبهي إلى هذا، وتضعي رأسك - كما يقولون - في كتبك، حتى تجتازي هذه المرحلة، وأنا على يقين أنه بعد الامتحان وبعد الحصول على النتائج الطيبة -بعون الله سبحانه وتعالى- ستعودين إلى طبيعتك المطمئنة الهادئة.

أدعو الله تعالى لك ليس فقط بالنجاح، وإنما بالتفوق في الامتحان الثانوي، متمنّينًا لك دراسة موفقة في المستقبل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً