الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أحس بصعوبة في البلع بعد أن خنقني صديقي

السؤال

السلام عليكم

عندي قلق؛ حيث كنت أمازح صديقي وخنقني، لكني لم أفقد الوعي، ما يزعجني هو أني أصبحت أحس بصعوبة في البلع في بعض المرات.

أرجو أن أجد اختصاصيًا يجيب عن سؤالي.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ othmane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم أنت لم تذكر عمرك، العمر ضروري لتوضيح الحالة النفسية بصورة أشمل وأدق، لكن عموماً نعتبرك في مرحلة الشباب، وأستطيع أن أقول لك ومن الوهلة الأولى أنه ليس لديك مرض أبداً، أنت لست مريضًا نفسيًا، وليس لديك أي علة نفسية حقيقة، الذي حدث لك هو نوع من التفاعل الظرفي اللحظي الذي نسميه بعدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التواؤم، هذا الصديق كان يمازحك، ويظهر أن هنالك خشونة في هذا المزاح، حيث إنه قام بخنقك، وهذا طبعاً أمر لا يصح، الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ موجودة في رقبة الإنسان، وهي حساسة جداً.

الخنق قطعاً يؤدي إلى انخفاض في كمية الدم الذي يذهب ويغذي الدماغ، وطبعاً قد ينقطع الأوكسجين أو يقل بعض الشيء، وهذا حتى وإن لم يؤدِ إلى فقدان الوعي، لكن له سلبياته قطعاً، لكن بما أنك أيضاً في سن الشباب هذه السلبيات أو التبعات التي حدثت من هذا الخنق -إن شاء الله تعالى- هي لحظية وآنية، ولن يكون لها ضرر مستقبلي أبداً.

شعورك بالصعوبة في البلع هو نوع من الرمزية النفسية؛ حيث إن الخنق طبعاً في الرقبة، والرقبة أيضاً بها المريء، أو المريء هو الجزء من القناة الهضمية الذي يبدأ منه البلع، وقطعاً حصل نوع من الانقباضات العضلية التي أثرت على المريء؛ لذا حدثت لك بعض الصعوبة في البلع في بعض الأحيان.

هذه كلها تفاعلات فسيولوجية نفسية بسيطة، ولا أريدك أبداً أن تعتبر نفسك تعاني من ظاهرة مرضية، لا نفسية ولا عضوية، تجاهل هذا الموضوع تماماً، لا تقلق حوله، وساعد نفسك من خلال القيام ببعض تمارين التنفس المتدرجة، هذه تساعدك كثيراً للتخلص -إن شاء الله- من هذه الحالة، ولتطبيق هذه التمارين أريدك أن تستلقي على السرير، وتكون في حالة استرخاء وتأمل في شيء جميل، أو الاستماع لشيء من القرآن الكريم بصوت منخفض، ثم تغمض عينيك لكن ليس بشدة، وتفتح فمك قليلاً، تضع يديك على صدرك دون أن تقبض بشدة، ثم تأخذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، هذا نسميه الشهيق، لا بد أن يكون أخذ النفس عميقًا وببطء، ويستغرق 7 إلى 8 ثوانٍ، بعد ذلك قم بقبض الهواء أو حصره في الصدر لمدة 4 ثوان، هذا يؤدي إلى انتشار الأوكسجين وتعميمه على الجسد، وهذا طبعاً يؤدي إلى كثير من الحيوية والاسترخاء في جميع وظائف الجسد، بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم بقوة وببطء أيضاً، وهذا نسميه الزفير، ويجب أن يستغرق 7 إلى 8 ثوان، طبق هذا التمرين خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح والمساء لمدة ثلاثة أيام، ثم طبقه مرة في الصباح لمدة ثلاثة أيام أخرى، وإن شاء الله تعالى تجد منه فائدة كبيرة جداً.

الأمر بسيط وأرجو تجاهله، والأخذ بما ذكرته لك من إرشاد ونصائح حول كيفية تطبيق تمارين التنفس المتدرجة والاسترخائية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً