الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت الأحلام مصدر خوف وهلع لي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 20 سنة، وأتناول علاج سبراليكس.

كيف أتغلب على خوفي من الأحلام؟ أصبح أي شخص يتلاعب بي بكلمة: (حلمت فيك)، ثم تبدأ معي نوبة الهلع، وهناك من حلم بوفاتي، فأصابني الخوف، وقالوا لي بأن سبب هذا الخوف هو خوفي من الموت.

كيف أقوي إيماني؟ كما أني مقبل على ابتعاث لاستراليا، وأنا مصاب بالخوف من كل شيء في الدنيا!

أرجوكم أنقذوني، أشعر بأني أريد أن أتخلص من هذه الدنيا، ومن كل شخص يحاول أن يخيفني ويرعبني، ما الحل؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك العافية، والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي أنك شخص حساس، وفي ذات الوقت تقع تحت تأثير ما نسميه التأثير الإيحائي، أي ما تسمعه من الناس من هنا وهناك تتأثر به، وتأخذ به كشيء مهم، أو ذي مصداقية في الحياة؛ مما يؤثر عليك، مثل خوفك من الأحلام وما تسمع من الآخرين، هذا أمر مهم جداً يجب أن لا تضعه في اعتبارك أبداً.

أن تكون شخصاً أكثر ثقة في نفسك، ولا تستمع لهذه الأحلام، والأحلام من الشيطان، ومرتبطة بالقلق، ولا شك في ذلك، تجاهلها هو الطريقة الصحيحة، ولا تحكيها للناس، واستعذ بالله تعالى من شرها، واسأل الله خيرها، واتفل ثلاثاً على شقك الأيسر، كما ورد في السنة المطهرة، الخوف من الموت -أيها الفاضل الكريم- لا يؤدي إلى الموت، والإنسان يخاف من الموت خوفاً شرعياً وليس خوفاً مرضياً، الخوف الشرعي نعني به أن يكون للإنسان قناعة مطلقة أن الموت مآل حتمي (إنك ميت وإنهم ميتون)، ولا شك في ذلك، والإنسان يسأل الله تعالى حسن الخاتمة، ويحسن الإنسان عمله، ويعيش على الأمل والرجاء، ويكون دائماً متأملاً في رحمة الله تعالى.

والخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه لحظة، اسأل الله تعالى دائماً العيشة الهنية والميتة السوية، وهذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، والإنسان حين يحرص على الصلاة في وقتها، ويكون له ورد قرآني يقرأه بتدبر وتمعن، ويحرص على الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار الاستيقاظ، هذه تعطي دفعة إيمانية كبيرة، وتجعل الإنسان يحس حقيقة بالاطمئنان التام، فأرجو -أيها الفاضل الكريم- أن تحرص على ذلك، وهذا أمر مجرب.

الأمر الآخر هو: أن تعيش حياة صحية، أن تمارس الرياضة بانتظام، أن تحسن التواصل الاجتماعي، أن تحسن إدارة وقتك، أن تكون باراً بوالديك، أن تتجنب السهر، هذه الحياة الراشدة، الحياة الصحيحة التي تبعث في الإنسان الطمأنينة، وتعصم الإنسان من أن يكون عرضة لنوبات الهرع، أو الهلع، أو القلق، تكون الحياة طيبة ومتوازنة، والآن أنت -ما شاء الله- مقدم على الدراسة في استراليا، فيجب أن تستثمر وقتك بصورة صحيحة، وتكون شاباً مطمئناً مؤمناً متوكلاً على ربك، وتسعى دائماً للعمل الصالح الذي يفيدك في الدنيا والآخرة.

أنا مطمئن تماماً أنه لن تواجهك مشكلة أبداً، وهذه المخاوف يجب أن تتجاهلها، وتهتم بمعالي الأمور، هذه نصيحتي لك، السيبرالكس دواء رائع جداً، أنت لم تذكر الجرعة، إن كنت تتناول 10 مليجرام ارفعها إلى 20 مليجرام لمدة شهرين، ثم خفضها إلى 10 مليجرام كجرعة وقائية، وأريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جداً، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، -إن شاء الله تعالى- تجد منها فائدة كبيرة جداً، أوضحنا كيفية ممارسة هذه التمارين في استشارة خاصة بإسلام ويب، رقمها: (2136015)، وأيضاً توجد برامج كثيرة جداً على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً