الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرفات ابني خارجة عن السيطرة، فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أم لثلاثة أطفال، عندي مشكلة مع الابن الأوسط، عمره 11 سنة، مشكلته أنه عصبي، ويستفز كل من في البيت، أخوه الصغير يحكي مثلاً ما حصل معه في المدرسة، فيقاطعه، ويقول له: هذا غير صحيح، فيبدأ بالصياح والشجار، فأضربه.

ذهبت أخته لتنام فذهب خلفها ليفتح الباب عليها ويستفزها، هو ملتحق بنادي لكرة القدم، وهو يحب هذه اللعبة كثيراً، لكن عندما يأتي وقت التدريب لا يذهب إلا بعد أن أضغط عليه حتى يذهب، وعندما يذهب يقف أمام المنزل ويلعب مع الأولاد!

لا يستيقظ صباحاً إلا متأخراً، ولا يذهب للمدرسة إلا متأخراً، لا يضع المنبه كما تفعل أخته، يعاني من التبول اللاإرادي، هو ذكي، لكن لا يحب المثابرة والانضباط والالتزام، يفضل أن يكون مرتاحاً دون عمل أي مجهود في المدرسة، خاصة وأننا قد انتقلنا من دولة لأخرى منذ ٨ أشهر تقريباً.

كان عنده مبلغ من المال، وعندما ذهبنا في العطلة، كان يذهب لوالده حتى يعطيه من المبلغ ليشتري حلويات، ووالده وقتها كان يأخذ قيلولة، فقال له: عندما أستيقظ سأعطيك، وأصلاً أنت اشتريت الكثير من الحلويات، فغضب ابني، وسب والده بكلام بذيء أمام العائلة، وأمام أمي وأبي، جعلني في موقف محرج جداً!

علاقته معنا غير جيدة، فلا تواصل، ولا حوار، خاصة مع والده؛ لأنه منذ مدة طويلة لا يحترمنا، لا أنا ولا والده! فإذا ضربناه يرجع لنا الضرب، ويسبنا بدون تردد، ويركلنا ركلاً، وعندما يهدأ يطلب السماح، فأنا وصلت معه لمرحلة صعبة جداً، خاصة وأنا في بلاد غربة، وهنا يتركون الولد يعمل ما يحلو له، وله كامل الحرية، ليس لديه أصدقاء، ولديه معارف من الممكن أن يلعب معهم، ويحب جداً أن يتواصل مع العائلة، ويبكي لفراقهم، مزاجه متقلب جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ihsane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الهداية والصحة والعافية لابنك.

السلوكيات التي يقوم بها ابنك ربما ترجع إلى أعراض اضطراب سوء المسلك، أو ترجع إلى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتي من أهمها الحركة الزائدة، وعدم التركيز، والعناد، ونقص المهارات الاجتماعية.

والأمر قد يتطلب زيارة الطبيب المختص؛ لمعرفة التشخيص السليم، ثم العلاج المناسب سواء كان عن طريق العقاقير، أو جلسات العلاج السلوكي، أو الاثنين معاً.

أما المعاملة في البيت، فنرشدك بالآتي، ربما تساعد هذه الطريقة في إطفاء السلوكيات غير المرغوب فيها بالنسبة للطفل:

أولاً: لا بد من تقبل الطفل كما هو كابن، وكفرد من أفراد الأسرة، بغض النظر عن السلوكيات التي يسلكها، نتقبله كشخص، ونرفض سلوكياته.

ثانياً: عدم مقارنته بإخوانه بأنهم أفضل منه من ناحية الأدب أو الأخلاق، أو الإنجاز، أو سماع الكلام؛ فهذه المقارنة ربما تزيد من عناده.

ثالثاً: الابتعاد عن التوبيخ في حالة حدوث التبول اللاإرادي، ولا بد من المناقشة معه، أو إعطائه المعلومات على أن هذا مرض ويمكن علاجه.

رابعاً: استخدام لوحة التعزيز، وهي عبارة عن لوحة تعلق في مكان مرئي للكل، ولها أشكال متعددة، الغرض منها هي تعديل سلوك الطفل عن طريق الثواب والعقاب المعنوي والمادي، مثلاً يكتب اسم الطفل على اللوحة، أو توضع صورته على اللوحة، ويكون أمامه مجموعة من المربعات، تمثل أيام الأسبوع مثلاً السبعة، ويكافأ بوضع نجمة، أو وجه مبتسم إذا سلك هذا الطفل سلوكاً مرغوباً فيه أثناء اليوم، أو كف عن السلوك غير المرغوب فيه، وتسحب هذه النجمة، أو يعطى وجهاً حزيناً إذا تعمد أو كرر السلوك المنهي عنه، وفي نهاية الأسبوع إذا حصل الطفل على عدد معين من النجوم، أو الأوجه المبتسمة، يكافأ مكافأة مادية بعد معرفة الأشياء التي يحبها، إذا كان طعاماً مثلاً، أو نزهة، أو لعبة معينة.

وقبل تطبيق ذلك لا بد من تحديد السلوكيات التي يجب تعديلها، وأخذها واحدة واحدة، أي لا ينبغي أن نضع كل السلوكيات، بحيث يتم تعديلها في يوم واحد، أو في أسبوع واحد، فلا بد من تحديد سلوك معين، ويذكر به الطفل أثناء اليوم، بأنك إذا فعلت كذا أو لم تفعل كذا ستكون المكافأة كذا، ويذكر بذلك بعد كل فترة من الزمن، أي بعد كل ساعة أو بعد كل ساعتين، وما إلى ذلك.

وأيضاً يتم الاتفاق على نوعية المكافأة المادية، وتكون جاهزة وهو يراها، أو مثلاً تحفظ في مكان معين حتى يدرك أن هذا الأمر فيه جدية، وأن هنالك ثقة بأنه سيعطى مكافأته إذا قام بسلوك معين، أو انتهى عن سلوك معين، ونسأل الله سبحانه وتعالى الدعاء له وليس عليه، وهذا أمر مهم جداً، أن يدعو الوالدان لابنهم، وأن لا يدعوا عليه إذا أخطأ، أو قام بسلوكيات غير مرغوب فيها، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً