الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والتوتر والتفكير الزائد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، عمري 20 سنة، مخطوبة منذ 8 أشهر، أعاني من القلق، والتوتر، والتفكير الزائد، وحمل الهم.

بدأت هذه الحالة من الشهر الثالث 2020، كنت قبل هذه السنوات أعيش حياة طبيعية، أذهب للمدرسة وللجامع، وكان لدي مسؤوليات، أخرج من البيت من الساعة 8 وأعود في 6، منشغلة في دراستي وحفظي للقرآن، ومرتاحة جدًا.

جاءت كورونا، وبدأ معي القلق، والتوتر، والخوف من المرض والموت، والهلع من كل شيء، ثم ذهبت هذه الحالة، لكني ما زلت أتوتر وأقلق من أي شيء جديد في حياتي، أو صعب، أو من أي مسؤولية كبيرة، بحيث أفكر فيها، وأتوتر، وأرجف، وأحسها كالجبل، مع أني لم أكن هكذا من قبل!

بداية خطبتي ارتحت من التفكير، والقلق، والتوتر، وزاد وزني -التوتر يجعلني أفقد الشهية-، لا أعلم ما هو الشيء الذي غيرني، ربما شيء جديد دخل على حياتي، أو أنها كانت فترة راحة، كنت قد انتهيت من الفصل الأول من الدراسة، ولم أقدم كل المواد بسبب انشغالي بالخطبة، وأيضًا تأخر بدء الفصل الثاني بسبب الزلزال الذي حصل في الدولة التي أسكن فيها.

بعد ذلك بدأ الفصل الثاني، وأنا عندي حلقة أدرّس فيها القرآن، وزاد عليّ خطبتي، أصبحت أتوتر، وأقلق من المسؤوليات، من الامتحانات، من مسؤولية الزواج، وإلى الآن أنا هكذا، اقترب موعد زفافي، أفكر في كل شيء في المستقبل، وهل سأكون قادرة، وأيضًا في الأمور التي نفعلها قبل الزفاف والتجهيزات، عقلي مشتت جدًا، مع أني يجب أن أكون مرتاحة في هذه الفترة.

أنا متضايقة جدًا، أقول في نفسي: كيف أتوتر وأقلق وأنا حافظة للقرآن؟ أشعر أني غير متوكلة على الله!

مرات يواسيني دعاء خطيبي عندما قال لي بأنه دعا (اللهم ارزقني زوجة صالحة تدلني على الخير)، ويقول لي: الله استجاب دعائي، فأقول: لعلي أجد حلًا وأتغير، وأن الله أراد بي خيرًا، ورزقني الزوج الصالح، أيضًا بدعاء كنت أدعوه، نفس دعاء خطيبي -سبحان الله-.

أريد أن أتغير وأكون قوية الشخصية، لا أقلق، ولا أتوتر عند أي شيء، أو أضطرب، أعلم أن الله معي، ويراني، ومدبر أمري، لكني أشعر أني غير قادرة على التحكم بمشاعري وأفكاري.

أيضًا كان لدي وسواس قهري في العقيدة، وذهب، ثم عاد في هذه الفترة، وهناك أمر لا أعلم إن كان من الوسواس، هو أني عندما يأتيني شيء من الوسواس، أو شيء مخالف للدين -والعياذ بالله- أحس بابتسامة، أنظر لنفسي على المرآة لا أجد الابتسامة على وجهي.

آسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كانت فترة جائحة كورونا وتبعاتها: من الحجر الصحي، والعزل الاجتماعي؛ من الأوقات التي ازدادت فيها نسبة الإصابة بالقلق النفسي والاضطرابات النفسية؛ بسبب زيادة الضغط النفسي.

روايتك تشير إلى حدوث نوبات من القلق لديك، تزداد بزيادة إحساسك بالضغوط في حياتك الخاصة، هناك أشخاص لديهم قابلية أكثر للقلق، واضطرابات القلق المختلفة، وتشمل اضطراب الوسواس القهري، كما أن هناك عناصر إيجابية في الحياة تساعد على اكتساب المناعة النفسية لمقاومة الاضطرابات، ومن أهمها الاعتماد على الله والقيام بواجباتك الدينية، ولا شك أن حفظ القرآن من العوامل الإيجابية التي ساعدتك في الفترة السابقة، كما يمكن الاستفادة منها في المستقبل.

اضطراب القلق من الاضطرابات الشائعة، والتي يمكن معالجتها باستعمال العلاج النفسي، وهناك الكثير من الأسانيد العلمية التي تدعم العلاج النفسي المعرفي السلوكي كواحد من طرق العلاج، ويتطلب العلاج النفسي المعرفي السلوكي وجود أخصائي نفسي مدرب على تقنية وطرق استعماله، وهو واسع الانتشار في معظم الدول.

البداية هي عمل استشارة طبية نفسية لتقييم الحالة، والتأكد من التشخيص الصحيح، ومن ثم اختيار طريقة العلاج المناسية، وبواسطة المعالج المناسب.

نتائج علاج القلق بأنواعه المختلفة جيدة، ويمكن التعافي بواسطة العلاج النفسي، أو العقاقير التي يحدد الاحتياج لها الطبيب النفسي المعالج، فأنصحك بعدم التأخر في عمل الاستشارة، وبدء العلاج.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً