الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع صديقتي المقربة وظروفها الصعبة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم في البداية على هذا الموقع، فهو المرجع الأساسي لي وللإجابة عن تساؤلاتي.

مشكلتي هي: حيرتي في التعامل مع صديقتي المقربة، التي ترعى والدتها المصابة بالزهايمر -شفاها الله وعافاها-، فأنا أحبها في الله، وأريد لها الخير، وقد قالت لي في السابق: إن علاقتها بالله تحسنت منذ أن تعرفت إلي -والحمد لله الذي وفقني لذلك-، وأنا استفدت من خبرتها في مجالات أخرى أيضاً، ولكن بعض طباعها سلبية، فهي تقطع الحديث أو تغلقه معي فجأة، بحجة الانشغال، وأنا أقدر ذلك، وتغضب إذا أرسلت لها هدايا للتعبير عن امتناني لها.

وقد عبرت عن اشتياقي للجلوس معها بعد مرور فترة طويلة من غيابها، وإجابتها كانت باردة، كما أنها سريعة الزعل والحساسية، وإن تحسست من شيء تقوم بصدي بكافة الوسائل عن التواصل معها، وتجرحني بالكلام، وتوجه لي الاتهامات، حتى أبكي من شدة الضيق، وأشعر بأنني أجري خلفها عندما أتحدث معها، أو عند رغبتي في إمضاء الوقت معها، مع أنها إنسانة خلوقة، وبارة بوالديها، وأعلم أنها تحبني، ولكن كيف أتعامل مع تقلباتها، وصدها لي مع ظروف والدتها الصعبة؟

مع العلم: بأن ماضيها الأسري أيضاً لم يكن جيداً؛ بسبب المشاكل العائلية التي أثرت سلباً على صحتها النفسية، ولكنها تتهرب من مواجهة ذلك، ولا أريد الابتعاد كي لا تميل إلى بعض النساء اللاتي لا يتبعن شرع الله بالشكل الصحيح؛ لأنها سريعة التعرف والمصاحبة للعديد منهن، والصاحب ساحب.

لذا أرجو تقديم النصيحة لي، والدعاء لي ولها، فأنا في ضيق من هذا الحال.

شكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dabia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ويسرنا تواصلك مع الموقع في أي وقت، ونسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على إحسانك إلى صاحبتك، وأن يكتب لك ولها الخير.

أختنا الكريمة: الفتاة عندها مشكلتان:
1- تاريخ أسري مضطرب.

2- والدة لا تعرفها ولا تعرف ما تقدمه لها، وهي مدركة أنها لا تعرف ولن تعرف إلا أن يشاء الله -عز وجل-.

هاتان المشكلتان كفيلتان بأن تعيش الفتاة الاضطراب النفسي، الذي يضعف أحياناً، ويقوى أحيانا أخرى.

لماذا نقول هذا الكلام؟

الفتاة حين تكون متقلبة المزاج تدرك تماماً أن التواصل مع من تحبها قد يفقدها صحبتها، وأن الابتعاد في هذا التوقيت هو الخيار الأفضل، ويمكن أن تكون العزلة لوقت ما هاجسًا أحكم سيطرته عليها، فإذا تواصل أحد ما في خلوتها، أو عزلتها، أو أثناء مزاجها المتكدر، فإن هذا يكون عبئاً زائداً عليها، وأخطر ما في هذا التواصل في تلك الحالة ما يلي:

1- عدم القدرة على الفصل بين التواصل والمشاكل القائمة، حتى يمكن لوهلة أن يعتقد الشخص أن سبب المشاكل هو الاتصال بحد ذاته.

2- التفسير السلبي للأحاديث، وتحميل الكلام ما لا يحتمل.

3- الردود الجارحة، نظراً للضغط الحاصل.

وعليه فإننا ننصحك بما يلي:

1- حين تكون الفتاة مقبلة عليك أقبلي عليها بكليتك، واسمعي منها، وتحدثي معها، وانصحي بما يناسب مزاجها ولا يعكره.

2- حين تكون الفتاة زاهدة، فاجعلي التواصل على الحد الأدنى، كأن يكون سلاماً عابراً.

3- حين تعود لا تعاتبيها، ولا تذكريها، ولا تنكري صنيعها.

4- بين الفينة والأخرى أرسلي لها رسالة صوتية، تذكرها بأمر جميل حدث بينكما على أن يكون على فترات متباعدة، كأن تقولي: (أخبارك فلانة، لقد تذكرت موقفاً صار بيننا كان رائعاً، فقلت أسلم عليك، وأذكرك به ...).

5- الدعاء لها بظهر الغيب، واحتساب الأجر على ما تقومين به.

وإنا نسأل الله أن يجزيك خيراً، وأن يأخذ بيد صاحبتك لما فيه الخير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً