الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال طفلتي عن الأديان.. كيف يمكنني الإجابة عنه؟

السؤال

أنا في بلدٍ أجنبيٍ، وابنتي عمرها ثلاث سنوات، تسألني عن الكنيسة والمسيحيين، ولماذا لباسهم غير لباسنا؟ ولماذا لا يصلون؟ كيف يمكنني الإجابة عن أسئلتها على حسب عمرها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

وجود أطفال المسلمين في بلاد غير إسلامية يجعلهم يشاهدون الكثير مما يُثير فضولهم وتساؤلاتهم؛ لذلك الخطوة الأولى هي بناء الأساس الذي يُحقق لهم الانتماء قبل أي شيء، ثم الخطوة الثانية النظر في عمر الطفل، فلكل مرحلةٍ عُمريةٍ حساسيتها في طرح الأسئلة والأسلوب والطريقة المناسبة للجواب، فهناك مرحلة عمرية يكون فيها التساؤل مجرد رغبة في إشباع الفضول والاكتشاف، وهناك مرحلةٌ عمريةٌ يبدأ فيها السؤال يُشكل بناء معرفياً مهماً للطفل، وهناك مرحلة ثالثة يبدأ الطفل فيها بالمقارنة والتحليل، ولا بد من أن تكون الإجابات عاجلةً ومعللةً ومفسرةً بوضوح؛ لأن الطفل سيبدأ يبني عليها معارفه وهكذا.

فالخطوة الأولى -أختي الفاضلة- من المهم جداً أولاً تأسيس مفاهيم التوحيد قبل أي شيء، وبقدر ما يكون أسلوبك ممتعاً ومقنعاً فإن الطفل ينجذب إليه ويتأثر به، ولا ينبغي تعريف الطفل في هذه المرحلة بمفاهيم تصادم الإسلام وتعاليمه؛ لأنها ستعوق تأسيس الانتماء الإسلامي في نفسه، في هذه الفترة لابد أن يتشرَّب قلب الطفل الإسلام ويفهم التوحيد بشكل مُجمل، كذلك التعريف بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- والقرآن والسنة والصحابة ومقتطفات من السيرة، كذلك التعريف بأركان الإسلام والإيمان، وأهم أخلاق الإسلام والشعائر الإسلامية العامة، كرمضان والعيدين والجمعة ووإلخ، وهذا كافٍ ليُشعره بالتميز والانتماء كمرحلة أولى.

لذلك -أختي الفاضلة- أسئلة طفلةٍ عمرُها ثلاث سنوات هي الآن بحاجة إلى إشباع مرحلة التأسيس، وكل سؤال يصدر منها الآن هو في الحقيقة فضولٌ ورغبةٌ في الاكتشاف لما تشاهده؛ فالطفل في هذه المرحلة لا يزال عاجزاً عن الربط بين المعلومات وبناء النتائج على الأسباب بشكل عميق، والاستجابة لكل سؤال في هذه المرحلة يحتاج لحكمةٍ في طريقة الرد دون إشعار الطفل بعدم الدخول في تفاصيل أو أننا لا نريد الإجابة الآن؛ وذلك حتى يتحقق التدرج المعرفي والأخلاقي بشكل صحيح؛ فالإجابة على هذه الأسئلة قبل تأسيس الانتماء الإسلامي عند الطفل يجعله يستمر في السؤال عن تفاصيل أخرى أكثر عمقاً؛ لذلك يمكن تأخير الإجابة عن هذا السؤال بأي طريقة مناسبة إلى سن متقدمة، كالسن التي تسبق دخول المدرسة، وفي نفس الوقت يتم الانشغال بتأسيس معلومات الإسلام في قلب الطفل، فالإجابة بعد التأسيس تعطي الطفل انطباعاً بالانتماء والهوية الدينية، فعندما نحدثه بعد ذلك عن الكنيسة أو المسيح سيكون لديه انطباع أننا نتحدث عن الآخرين المختلفين عنا.

في هذ السن -أختي الفاضلة- استخدمي الأسلوب القصصي المبسط لسرد وتوضيح المفاهيم العامة للإسلام، فهو أسلوب يحبه الأطفال وينجذبون إليه، ولا تدخلي في التفاصيل التي تحتاج لشرح طويل وجزئيات لا يستوعبها عقل الطفل، أو قد تدخله في تساؤلات أكثر لا يحتاجها الآن.

وفقك الله وأعانك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً