الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من عادة التحدث إلى نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 19 سنة، أعاني من التحدث مع نفسي، مثلًا: إذا كنت مع صديقتي في مكان أتخيل في رأسي أشياء وأتحدث بها في داخلي، وأبقى أتحدث بها وقتًا طويلًا عندما أعود إلى البيت، وإذا تكلمت مع صديقتي أنعزل وأبدأ بتخيل الحديث وتكراره مع نفسي!

أريد أن يكون لي أصدقاء وأن أذهب إلى المدرسة بشكل طبيعي، لكني لا أستطيع التوقف عن هذا الأمر، أرجو تشخيص حالتي، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولًا: الحمد لله أنك تدرسين، ولديك علاقات اجتماعية جيدة، وهذا يدلُّ على رجاحة عقلك وسلامة صدرك.

ثانيًا: حديث النفس شيء طبيعي إذا كان بالقدر المعقول، وهو نوع من التنفيس لما هو مكبوت ومكتوم، وقد يصبح غير طبيعي إذا زاد عن حدِّه، مثل أن يجهر به الفرد ويسمع الآخرين الذين حوله دون مخاطبة مباشرة لهم، وأيضًا عندما لا تكون هنالك جدوى لهذا التفكير في حل مشكلة معينة تواجه الفرد، فيُصبح أيضًا غير طبيعي.

فعقل الإنسان في حالة تفكير دائم، كما هو معلوم، والكلام أصله فكرة تبدأ في الذهن أولًا، ثم تترجم إلى كلمات منطوقة.

وحتى لا يكون الأمر شاغلًا عن وظائفك الأساسية ويأخذ كل وقتك؛ خذي معك مفكرة صغيرة وقلماً، وكلَّما جاءتك فكرة معينة اكتبيها، وحددي لها وقتًا مُعيَّنًا لمناقشتها، مثلًا تقولين في نفسك: (سأناقش هذا الموضوع مع نفسي يوم كذا الساعة كذا)، وعندما يأتي الوقت المحدد لذلك خذي الورقة والقلم، واكتبي نص الفكرة أو الموضوع، واسألي نفسك هذه الأسئلة:

- ما هو الهدف الأساسي وراء مناقشة هذا الموضوع أو هذه الفكرة؟
- وما جدوى مناقشتها؟
- وما النتائج المتوقعة من مناقشتها؟
- وهل الزمن كافٍ للوصول إلى نتائج مرجوة؟

فإذا لم تكن الإجابات واضحة اشطبي وقولي في نفسك: (إذًا لا داعي لضياع الوقت في شيء غير مفيد)، وهكذا في كل مرة، حتى تدربي ذهنك على تصفية وتمييز ما هو مفيد وما هو غير مفيد، وبالتالي تكون لديك معايير معينة في اختيار الموضوعات التي تستحق المناقشة والموضوعات التي لا تستحق المناقشة، وبالتالي تريحين ذهنك فيما يتعلق بحديث النفس الذي ليس له فائدة، وتشغلين نفسك بما هو مفيد كما هو معلوم في مواضيع علمية ودراسية، وفي موضوعات اجتماعية لها فائدة، ويُفضل دائمًا أن تطرحي مثل هذه الموضوعات على مَن تحبين أو على صديقاتك أو زميلاتك، وهذا هو الأجدى في تبادل الآراء والأفكار، وحتى لا تكون المسألة أحادية فقط تتعلق بشخصك أنت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً