الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم عذريتي أوسوس كثيرًا بأني حامل، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة وسواس الحمل وأنا عذراء، فأنا لم يمسسني أحد، وأيضًا صغيرة في السن فعمري (16 سنة)، حيث أصبحت أشعر بغثيان أحيانًا، وبطني انتفخت قليلًا، وأيضًا أحيانًا أشعر بصداع وتقلصات (علمًا أنني لا أعاني من فقر الدم، أو من أي مرض مزمن) مما جعلني أشك حتى لو أنني مدركة أنني لم ألمس أي شخص، ولكني أخاف من حصوله بطريقة ما أجهلها.

علمًا أن آخر دورة شهرية مررت بها كانت منذ أسبوعين.

أرجوكم أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

طبعًا أنت لست بحامل ولا شك في ذلك، والأعراض التي أتتك من انتفاخ في البطن وغثيان: هذه نسميها بأعراض الحمل الكاذب؛ لأن الفكرة لديك موجودة، وهي فكرة وسواسية تسلّطت عليك، ومن ثمَّ ظهرت عندك تلك الأعراض الجسدية من انتفاخ في البطن لتتماشى مع الفكرة التي لديك، والفكرة في حدِّ ذاتها فكرة وسواسية، يجب أن تُحقّر تمامًا، يجب أن تصرفي انتباهك عنها، وتشغلي نفسك بما هو مفيد.

حاولي أن تحسني إدارة الوقت لكي تتخلصين من الفراغ، واجتهدي في دراستك، وكوني شخصًا نشطًا وفاعلاً في أسرتك، فكّري حول المستقبل، احرصي على الصلاة في وقتها، وعليك بتخصيص ورد من القرآن تقرئينه يوميًا، وأنت في هذه المرحلة الجميلة من العمر يا حبذا لو وضعت برنامجًا لحفظ شيء من القرآن الكريم، حيث إن الاستيعاب يكون في أفضل حالاته.

أريدك أيضًا أن تُطبقي تمارين تُسمّى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدًّا للإنسان، وتزيل هذا النوع من القلق والوسوسة، هناك تمارين تخصّ التنفُّس التدرّجي، وتمارين أخرى تتعلق بقبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، ويمكنك أن تطلعي على بعض البرامج الجيدة والواضحة جدًّا والمشهورة على اليوتيوب وتطبيقها، ويمكنك الاستفادة من هذه الاستشارة: (2136015).

أيتها الفاضلة الكريمة: سيكون أيضًا من الجيد أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للوساوس، ولكن هذا الأمر يجب أن تُناقشيه مع والدتك مثلاً أو والديك، وإن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا أمرٌ جيد جدًّا.

على العموم سوف أذكر لك اسم الدواء، الدواء يُسمَّى (فافرين) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (فلوفوكسامين) دواء جيد جدًّا لعلاج الحمل الكاذب الوسواسي.

الجرعة خمسون مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم مائة مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسون مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسون مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم يتم التوقف عن الدواء.

طبعًا موضوع الحمل الكاذب هنالك نظريات كثيرة حوله، هنالك مَن يرى أن الفتاة على مستوى العقل الباطني تكون لها أُمنيات: أن تتزوج، وأن تنجب أطفالاً، ويكون لها أسرة وعائلة، هذا الأمر قد يكون أحد التفسيرات المطروحة، ولكن قد لا يكون أيضًا تفسيرًا صحيحًا، وأحيانًا أيضًا تكون مرتبطة بأحلام اليقظة والأمنيات عند بعض الفتيات.

عمومًا هي حالة قلقية وسواسية، ولكن عليك أن تحقّري الفكرة وتتجاهليها، عيشي الحياة بصورة طبيعية، واصرفي انتباهك من خلال الانخراط في الأنشطة الأخرى، وطبعًا الدواء سوف يفيدك كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً