الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتابع المواقع غير الأخلاقية!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوحي يبحث دائماً عن مواقع غير أخلاقية، تكلمت معه لكن بدون فائدة، وكل مرة يعود لهذه الأفعال، سئمت منه وكرهته، وبت لا أطيقه، وأكرهه وأكره نفسي، ولا أعرف كيف سأكمل عمري معه، ولولا بناتي لما مكثت في بيته يوماً واحداً، فهن بالفعل نقطة ضعفي وانكساري.

والدي يتألم مما يفعله زوجي، فأنا فعلاً أكرهه وأكره اليوم الذي رأيته فيه، وأخاف على بناتي، وأين أذهب بهن؟ ماذا أفعل؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك وفي بناتك، وأن يهدي زوجك، إنه جواد كريم.

نستشعر حديثك وندرك أن هذا السلوك مفض إلى التباعد بين الزوجين، ولكن الواجب عليك -أختنا- وأنت الزوجة العاقلة وأم البنات أن تبحثي عن علاج له، لا أن تعيشي في قفص الكره؛ لأن الكره لا يقدم نتيجة ولا يحل مشكلة، بل بالعكس يضخمها ويكبرها، والشيطان المتربص بكما سيستغل هذه النقطة جيداً بغرض الإفساد فيما بينكما.

أختنا الفاضلة: إن الزوج عاص لله بفعله، وهو مرتكب لإثم عظيم، ونحن نريد البحث عن الإصلاح لا التمادي في البكاء على الماء المسكوب، لذا علينا أن نفعل ما يلي:

أولًا: البحث عن الأسباب التي تساعده على متابعة تلك الروابط، حصرها في ورقة خاصة بك، ثم الاجتهاد في إزالة الأسباب؛ فإن المشاهدة عرض عن مرض، فإذا قضينا على الأسباب هان علينا القضاء على المرض.

- بعض الناس قد يكون الدافع هو الفراغ، فعلاج ذلك إشغاله بما يحب دائمًا.

- بعضهم الدافع له قلة التدين، فعلاجه زيادة علاقته بالله عز وجل.

- بعضهم الدافع له عدم اهتمام زوجته به الاهتمام الذي يريده، فعلاجه سماع ما يهوى ويريد فعله مما لم يحرمه الله.

- بعضهم بسبب أصحاب السوء، وعلاجه إدخال بعض الأصحاب الصالحين في حياته، والاجتهاد في إبعاده عن هؤلاء.

الشاهد -أختنا- البحث عن الأسباب هو أول العلاج.

ثانياً: إيصال رسالة له غير مباشرة عن طريق شيخ المسجد أو طبيبه، أو صاحب صالح له عن حرمة هذا الفعل، وأثره على الصحة والحياة الاجتماعية.

ثالثاً: عدم التجسس عليه؛ لأن هذا سيقوي الرغبة عنده، ويضعف عندك قابلية التعايش معه، وهذا ما يريده الشيطان.

رابعاً: إذا أخبرك بأنه قد ترك هذا الأمر فاعمدي إلى تصديقه، واجتهدي في الإحسان إليه والاهتمام به، وتغافلي إن زلت به القدم مرة، ولا تظهري له عندها معرفتك.

خامساً: اجعلي منه قدوة، وتحدثي دائمًا عن إيجابياته وأخلاقه، واصلي هذا أمام بناته حتى يستحي من فعل ما لا يصلح وتلك المكانة.

سادساً: اجتهدي معه في زيادة معدل التدين بالحفاظ سويًا على الأذكار، وعلى صلاة النافلة، وعلى قراءة ورد من القرآن، كل هذا أمر هام في البيت.

سابعاً: ضخمي إيجابياته في نفسك، وهوني من سلبياته حتى يستقر ميزان الاعتدال النفسي تجاهه.

وأخيراً: أكثري من الدعاء له بالهداية.

نسأل الله أن يصلحه، وأن يحفظكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً