الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الابن من تكليف أمه له بأعمال المنزل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا عندي مشكلتي أن أمي تجعل كل شغل البيت علي.
والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه من الشرف للإنسان أن يكون في خدمة أمه، فإن رضاها من رضا الله، وطاعتها مما يقرب إلى الله، فلا تتردد في خدمتها، ولا تسمعها ما يحزنها، ولا تكلف نفسك فوق طاقتها.

ولست أدري هل هناك سبب لهذا التصرف من الوالدة؟ لإن الأصل أن الأم هي التي تعمل، والأبناء هم الذين يتسابقون في مساعدتها ويحرصون على راحتها، أما أن تترك أعمال المنزل كلها لابنها الطالب فهذا تصرف يحتاج إلى تفسير وبيان لأسبابه.

ومهما كانت الأسباب فأنت مطالب أن تحاول إرضاءها، وتطييب خاطرها والصبر عليها، وليس بعد الفرائض أفضل من خدمتها، وقد وجد من سلف الأمة من كان يحمل أمه على ظهره ويطوف بها، ووجد من كان لا يكلمها إلا كما يكلم الناس ملوكهم، وكان الإمام أبو حنيفة يذهب بها إلى العلماء لتسألهم، وهو أعلم أهل زمانه، ولكنه كان يلبي لها رغبتها، وكان منهم من تأتي أمه وتناديه من حلقه علمه ومجلس التحديث ليقدم العشاء للدجاج، فما كانوا يغضبون أو يتأففون، وكيف يحصل منهم ذلك وهم يقرءون قول الله تعالى: (( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ))[الإسراء:23-24].
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً