الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إساءة أهلي تجاهي تؤثر عليّ

السؤال

السلام عليكم
أعمل وأدرس بنفس الوقت، مررت بظروف سيئةٍ جداً مع طليقي، وتطلقت منه، أنا بنتٌ محبوبةٌ، ليس عندي مشاكل، إلا أن أهلي دائماً يقولون أنني لا أعرف أتكلم، هذا الشيء الأول.

الثاني: دائماً يرونني بنظرةٍ خبيثةٍ جداً، وهذا الشيء يؤثر فيّ جداً، مع أني إنسانة على نيتي جداً، وأحبهم جداً، لكنهم يحسسوني دائماً أنني إنسانة خبيثة بطبعي، وتصرفاتي، مع أن صديقاتي والكل يقول عني طيبة ومحبوبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعوضك خيراً، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلمي أن الطلاق ليس نهاية المطاف، وأن الكريم قال بعد الطلاق: (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا). فأمّلي بربك خيراً، واجتهدي في تفادي الأمور التي كانت سبباً في حصول هذا الإشكال، واعلمي أن النجاح للفتاة أن تسير في مرضاة ربها، وأن تفعل ما يقربها إلى ربها -تبارك وتعالى- وكلام الناس لا يضرك متى ما صلح ما بينك وبين رب الناس، إذا كانت الصديقات والزميلات يثنين عليك فهذا دليل على أنك مقبولةٌ في محيط المعلمات والزميلات، وهذا بحد ذاته نجاحٌ ينبغي أن تحمدي الله تبارك وتعالى عليه.

وكلام الأهل السلبي ينبغي أن يأخذ حجمه المناسب، فأنت أعلم بنفسك منهم، والله أعلم بك منك، والإنسان إذا سمع ملاحظات عليه أن يزنها بالميزان، فإن كانت خيراً قبل بها واستفاد منها، ونمى نفسه وأصلح ما عنده من إشكال، وإن كانت غير ذلك تجاوزها دون أن يقف عندها طويلاً، فإن بين الأقارب وبين الأهل قد يكون هناك نوعٌ من الحسدٌ، ونوعٌ من الانتقاص لبعضهم، ولكن العبرة برأي الأخريات من الصديقات، وهذا من الأمور المهمة، وعليك دائماً أن تحرصي على تحسين نيتك ومعاملة الناس بما يرتضيه الله، وبالطريقة التي تحبين أن يعاملوك بها.

فهناك معاملة بالمثل، أعلى من ذلك أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا، أعلى من ذلك أن نعامل الناس كما يحب ربنا -تبارك وتعالى- ونساعد المحتاج منهم، ونقف معهم ونسمعهم خيراً، ولا نظهر لهم ما عندهم من العيوب أو انتقاص أو إساءة، وأعلى من ذلك أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملنا رب الناس، ومن يسر على معسر يسر الله عليه، من ستر مسلماً ستره الله -تبارك وتعالى- وهذا هو أعلى درجات التعامل التي ينبغي أن نحرص عليها، فطوري مهارات التعامل مع أهلك، وأحسني إليهم وإن أساؤوا.

وتذكري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه من يشكوا من قرابته، (أن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ، وأحنوا إليهم ويجهلون عليّ)، لم يطالبه النبي بالمعاملة بالمثل، ولكن بشره وقال: (إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل). كأنك تطعمهم الرماد الحار -كناية عما يدخل عليهم من نقص وخلل سيأتي لهم- ثم بشره وقال: (لا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك). يعني نصير ومؤيد ومعين ما دمت تفعل الخير، فافعلي الخير وانتظري الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى، واستأنفي حياتك بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد.

أسأل الله أن يضع في طريقك من يسعدك وتسعديه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً