الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعبني الخوف الشديد من الأمراض، فكيف أتغلب عليه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 24 سنة، لا أدري كيف أشرح حالتي، وماذا يحصل لي؟ أشعر بخوف شديد في كل ما يتعلق بجسدي؛ بمعنى أي شيء يصيبني أخاف أن يكون مرضًا يؤدي إلى الموت.

بدأت هذه المخاوف منذ 4 سنوات، ومنذ أسبوع أصبحت لا أستطيع التنفس بشكل طبيعي، وأحتاج إلى التنفس بعمق كل 30 ثانية، وأعاني من التثاؤب بشكل متكرر وغير طبيعي، وفي معظم الأحيان لا أستطيع.

هذه الحالة تؤرقني رغم سلامة الفحوصات، ساعدوني أشعر أنني لا أستطيع العيش بشكل طبيعي، وأخشى من الانتحار.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك -إن شاء الله- بسيطة ولا داعٍ أبداً للأفكار الانتحارية، الحياة طيبة وجميلة والله لطيف بعباده.

تشخيص حالتك هو: لديك مخاوف مرضية هكذا تسمى، أو القلق على الصحة الجسدية، وهذه ظاهرة منتشرة في هذا الزمان؛ لأن الأمراض قد كثرت، وسبل الحديث عن الأمراض أيضًا أصبحت مشوهة كثيرًا، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وموت الفجاءة قد كثر، والقتل قد كثر؛ هذا كله يؤدي إلى هذه الظواهر -ظواهر الخوف المرضية-، فأرجو أن تطمئن -أيها الفاضل الكريم-.

والمبدأ هو: أن ما يصيبك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك أبدًا، والأمر كله بيد الله، ولتصرف هذه الأفكار عنك، بجانب التوكل والثقة التامة بأن الله تعالى قد حباك بصحة ممتازة يجب أن تحافظ عليها.

أرجو أن تعيش حياة صحية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة، وتجنب السهر، والتغذية السليمة، وتجنب التدخين أو ممارسات خاطئة أخرى، والاجتهاد في الدراسة، وحسن التواصل الاجتماعي، وبر الوالدين، والحرص على الواجبات الدينية خاصة الصلاة في وقتها، وأن تكون لك إرادة قوية لأن تعيش حياة إيجابية، وأن تبدع في دراستك، وأن تتحصل على أعلى الدرجات، وأن تكون طموحاتك عالية، لكنها تلامس الواقع، هذه هي الحياة الصحيحة التي تجعل الإنسان يحس بأن جسده سليم وصحيح.

ولا مانع أبدًا من أن يذهب الإنسان إلى الطبيب طبيب الأسرة مثلاً مرة واحدة كل ستة أشهر؛ أي بمعدل مرتين في السنة، أو حتى مرة واحدة، وتقوم بإجراء الفحوصات الطبية العامة، تتأكد من مستوى قوة الدم، ومستوى السكر، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، ومستوى الدهنيات، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى الفيتامينات؛ خاصة فيتامين (ب 12)، وفيتامين (د)، هذه الفحوصات الدورية المتباعدة تشعر الإنسان بطمأنينة كبيرة، لا تنزعج أبدًا، والتفكير بصورة إيجابية هو الذي يفيدك في مثل هذه الأشياء.

وأنا سوف أصف لك دواء بسيط جدًا مضاداً لقلق المخاوف، خاصة الخوف من الأمراض، الدواء يعرف باسم استالبرام، هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا سيبرالكس، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة جدًا، وهي أن تتحصل على الحبة التي قوتها 10 مليجرامات، وتتناول نصفها -أي 5 مليجرام- يوميًا لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 10 مليجرامات يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها 5 مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول السيبرالكس.

ويمكن أن تدعمه بدواء آخر يعرف باسم سلبرايد، هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا دوجماتيل، أريدك أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً