الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تنهاني عن المذاكرة أمام الناس خوفًا من الحسد، فهل هي محقة؟

السؤال

السلام عليكم.

دائمًا ما أذاكر دروسي في أقات الفراغ بين المحاضرات؛ خوفًا من تضييع الوقت، فما رأيكم بذلك؟

لأن أمي تنهاني عن فعل ذلك خوفًا من أن يحسدني أحد، كما أنني لاحظت بأنني عندما كنت أشجع البنات على ذلك أصبحت أنسى بسرعة، ولا أجد بركةً في الوقت، فهل لو قرأت أذكاري أكون محصنةً؟

كما أنني أخشى أن أقع في الرياء حين قراءة القرآن والأذكار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أختي الفاضلة: كمْ يفرحنا هذا الاجتهاد والحرص على التزامك بالأذكار والطاعات، ونسأل الله أن يثبتك على هذا الخير، ويزيدك من فضله، ويديم عليك نعمة البر بوالدتك.

أختي الفاضلة: اعلمي -وفقك الله- أن طاعة الوالدين بالمعروف واجبة، فإذا أمرتك والدتك بترك المذاكرة بين المحاضرات، وتم توضيح سبب ذلك، فعليك أن تبادري إلى طاعتها، والاستجابة لطلبها؛ لدفع المخاوف التي في نفسها عليك، وإن كان الوقت متسعًا، ولا تريدين خسارته دون فائدة، فعليك أن تشرحي لأمك، وتقنعيها بكل الطرق والوسائل أنه بإمكانك المذاكرة بين المحاضرات في مكان لا يراك فيه أحد مثلاً؛ فربما أن هذه المخاوف لها ما يبررها عند أمك، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين)، فإن وافقت والدتك فذلك خير، وإن لم توافق، فبادري إلى طاعتها حتى وإن تحصنت بالأذكار.

أختي الفاضلة: قراءة الأذكار، والحرص عليها تحمي من العين -بإذن الله- تعالى، ومن الأذكار والأدعية التي علمها الرسول- صلى الله عليه وسلم- للوقاية من العين ما كان يفعله -عليه الصلاة والسلام- من تعويذ الحسن والحسين:

فقد جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: "أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة"، والعين اللامة هي العين التي تصيب بالسوء، وتجمع الشر على المعيون.

ومن تلك الأدعية المشهورة التي علمها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهذه الأمة، أن نقول عند الصباح وعند المساء، ثلاث مرات (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، ومثلها: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاثًا.

أختي الفاضلة: الإخلاص أن تقصدي بعملك وجه الله، أما الرياء فهو أن تعملي العمل ليراه الناس، ولا شك في أن الرياء يحبط أجر العمل، لذلك -أختي- أنت أعلم بنفسك ونيتك، فإذا كانت قراءة القرآن في مكان يراك فيه أحد سيدخلك في الرياء، أو يفسد عليك نيتك فالأفضل أن تبحثي عن مكان بعيد عن الناس، أو القراءة بطريقة لا يعرف من يراك أنك تقرئين القرآن كالقراءة من الجوال ونحوه.

أسأل الله أن يوفقك للخير، ويعينك عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً