الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاقة الإرهاب بالإصلاح؟

السؤال

بعد التحية.

نريد توضيحاً عن علاقة الإرهاب بالإصلاح الاجتماعي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

مصطلح الإرهاب من المصطلحات التي كثر الجدل حولها، والذي ينبغي أن يُعلم أن الدين الإسلامي دين السلام والعدل، وليس دين الظلم والبغي والقهر، ومن قال إن الإرهاب في الإسلام رديف القتل فقد أخطأ، وعليه فيمكن القول: إن تخويف الآمنين، أو ترهيب من لا يستحق ذلك من المسلمين أو غيرهم كأهل الذمة، أو المعاهدين والمستأمنين، هذا النوع محرم بإجماع المسلمين، قال الله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). وقد روى الإمام أحمد وغيره بإسناد صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: قال الله عز وجل: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا).

وقد جاء تعريف الإرهاب في مجمع الفقه الإسلامي موضحًا هذا المعنى؛ حيث ذكر أن: الإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان في دينه، ودمه، وعقله، وماله، وعرضه.

ويشمل صنوف التخويف، والأذى، والتهديد، والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة، وإخافة السبيل، وقطع الطريق.

وكل فعلٍ من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم، أو تعريض حياتهم، أو حريتهم، أو أمنهم، أو أقوالهم للخطر.

ومن صنوفه: إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر.

فكل هذا من صور الفساد في الأرض التي نهى الله – سبحانه وتعالى – المسلمين عنها، قال تعالى: (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).

وأبلغ من ذلك: أن الإسلام حرَّم على المسلم إخافة أخيه، ولو مازحاً، فعن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لاَ يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لاَعِبًا وَلاَ جَادًّا، فَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ) رواه الترمذي، وأبو داود، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترمذي ".

وبذا يتضح أن هذا الإرهاب لا علاقة له بالإصلاح، وإنما ضرب من ضروب الفساد، أما الإصلاح فشأنه آخر، وطرقه واضحة، كالعلم، والدعوة، ونشر الفكر والثقافة الإسلامية، والحرص على كل ما ينفع ويرفع من شأن الفرد والمجتمع، وتنمية العقول، والبحث والدراسة، والاهتمام بالجيل، والتوعية الحسنة، والتشجيع على الإبداع والاختراعات، والاهتمام بالصناعة، وكل ما من شأنه أن يحفظ أمن الأمة ويصون مقدراتها.

نسأل الله أن يحفظ أمتنا بحفظه، وأن يبارك فيها، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات