الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاولت نصح زوجي ليتوب من هجر والديه فلم يقبل، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

زوجي يهجر والديه منذ ستة شهور، لا يدخل عليهم، ولا يتحدث معهم، ولا يسأل عنهم بأي وسيلة كانت (بالرغم من أنهم يسكنون معنا في نفس المبنى)، وذلك لمشاكل دنيوية تافهة، منذ ستة شهور وأنا أحاول تذكيره بالله يوميًا، تذكيره ببر والديه والإحسان إليهما، مهما بلغت الأسباب وامتلأ القلب وجعًا.

كل يوم أرسل له رسائل ودروسًا تذكيرية، وكل يوم أدعو له في صلاتي، لكن بلا فائدة، قلبه حاقد، ولا يمكنه مسامحتهم! في آخر محاولة لي قلت له: سوف أقوم بإدخال طرف ثالث للإصلاح بينكم، فغضب وحذرني من الإقدام على ذلك.

أنا وأولادي لم نهجر أهل زوجي، فماذا يمكنني أن أفعل مع زوجي حتى يعود لبر والديه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.

أولًا: نشكرك على ما بذلته من نصح، ومحاولة لإصلاح أحوال زوجك وتذكيره ببر والديه، وهذا عمل صالح يكتب لك في ميزان أعمالك بإذن الله، في صحائف أعمالك ويثقل بها ربنا موازين أعمالك، فنسأل الله تعالى أن يتقبل منك.

وكوني على ثقة من أن المحاولات المستمرة سيجعل الله تعالى من ورائها خيرًا، فلا تيأسي، وأحسني الظن بالله -سبحانه وتعالى- أن يكلل جهودك بالنجاح والتوفيق، وهي في آخر الأمر أعمال صالحة، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وينبغي أن تتلطفي بزوجك وأن تحتالي بأحسن الحيل التي تقربين بها بين القلوب، وتصنعين بها الأُلفة، وقد رخصت الشريعة الإسلامية الكذب للإصلاح بين الناس.

فحاولي أن تنقلي لزوجك أخبارًا جيدة عن أهله، وأنهم يذكرونه بالخير ويحبونه، ويدعون له ويسامحونه في ما يفعل، وكذلك افعلي مع أهل زوجك في ما تنقلينه عن زوجك، من أنه يتأسف في نفسه، ويندم، ولكن تغالبه نفسه ويخشى من بعض المتوقع ونحو ذلك من الكلام الذي من شأنه أن يقرب القلوب، ويشعر كل طرف بأن الآخر يحبه، وتزول بذلك الوحشة والنفرة بين القلوب.

ومن الوسائل أيضًا أن تحاولي الاستعانة بالأقارب الذين تسمع كلمتهم لدى الطرفين، ولا تظهري لزوجك أنك أنت من طلبت منهم ذلك، أو أنت من أعلمتهم بالأمر، فإذا سألك فبإمكانك أن تقولي: إن أهلك هم الذين فعلوا ذلك -وأنت جزء من أهله-. وداومي على ما بدأته أنت من المحاولات، فهي محاولات جيدة وحكيمة في نفس الوقت، فالتذكير بالله سبحانه وتعالى من شأنه أن يعزز ويقوي الإيمان في القلب، فحاولي دائماً أن تذكري زوجك بالمواعظ، وأن تسمعيه مواعظ مسجلة للعلماء والوعاظ؛ لا سيما من الشخصيات التي يتأثر بها ويحب سماعها.

وأكثري من دعاء الله -سبحانه وتعالى-، فإذا فعلت ذلك تكونين قد بذلت ما بوسعك أنت من الأسباب، والله -سبحانه وتعالى- يتولى بعد ذلك تدبير الأمور، وداومي على ما أنت عليه من التواصل مع أهل زوجك، وخاصة أولادك لا بد أن تأمريهم بوصل أهلهم.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً