الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يكون التعامل مع المراهق العنيد؟

السؤال

السلام عليكم.

نحن أربعة إخوة، وأنا الفتاة الوحيدة، توفيت أمي منذ 9 سنوات، وتوليت تربية أخي الأصغر مني، وكان عمره 5 سنوات.

المشكلة أن أخي منذ الصغر عنيد، وحركي، ولا يسمع الكلام، واجهنا أنا وأبي صعوبات كثيرة معه؛ إن كان في أكله، أو تدريسه، وليس من السهل التعامل معه.

جربت معه كل الأساليب: من حب، وحزم، وضرب، وحوار، وعقاب، ولكن بدون فائدة، وقد أصبح الآن مراهقًا، وزاد عناده، وتدهور مستواه الدراسي بعدما كان متفوقًا، وخاصةً بعد وفاة جدتي الحنون، التي كانت بمثابة الأم، وأصبح المنزل مكانًا للصراخ؛ فهو لا يسمع الكلام أبدًا، وحتى الأشياء البسيطة يصنع منها مشكلةً، ولا يحترم أحدًا، لدرجة أننا نفقد أعصابنا جميعًا، ونضربه للأسف.

أعلم بأن هذا خطأ، ولكننا فقدنا صبرنا، ولا نعرف كيف نتعامل معه، ففي كل مرة أنوي بأن أتمالك أعصابي معه، ولكن دون جدوى!

فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم الوالدة، ويرحم أمواتنا وأموات المسلمين، وأن يُعينكم على القيام بواجبكم تجاه هذا الفتى.

المفتاح للتعامل معه هو: أن نعرف خصائص مرحلة المراهقة، واحتياجات المراهقين، والميول التي عندهم، وفنون التعامل معهم، وممَّا ننصح به أولًا: الدعاء له ولأنفسكم.

ثانيًا: الاتفاق على خطة موحدة في التعامل معه.

ثالثًا: تحميله المسؤوليات في بعض الأمور داخل المنزل.

رابعًا: التعامل معه بأسلوب الحوار، وليس بأسلوب التعليمات والضوابط.

خامسًا: المدح والثناء للأشياء الإيجابية التي يقوم بها.

سادسًا: تقدير احتياجاته كإنسان يمر بهذه المرحلة، من حيث إتاحة الفرصة له في فعل الأشياء التي لا مانع من فعلها؛ بمعنى: ترك التسلُّط عليه، ومضايقته بأكثر من المطلوب.

سابعًا: طبعًا التسلُّح بالصبر في التعامل معه.

ثامنًا: التواصل معه من قبل الوالد مع المدرسة؛ حتى يردم هذه الفجوة، وحتى يستفيد من الأخصائيين.

تاسعًا: زيارة المدرسة من قبل الوالد؛ حتى يعرف مستواه، ويعرف الأصدقاء الذين حوله.

عاشرًا: اتخاذه صديقًا؛ بحيث نحاوره، ونناقشه، ونتقرب منه، وأرجو أن يكون للأب دور كبير جدًّا في هذه المرحلة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.

ونحب أن نؤكد أن هذه المرحلة لا تخلو من الصعوبات، لكن التعامل معها بعناد، والتعامل معها بغير أسس يُعقّد ويُصعّب المسألة جدًّا، فنسأل الله أن يهديه، وأرجو أن تُشجعوه إذا كان يستطيع أن يتواصل مع الموقع؛ حتى يعرض ما عنده، لنستمع إليه، ونوجّه له النصائح والإرشادات.

نسأل الله أن يوفقكم جميعًا، ويرفعكم عنده درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً