الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيادة الطول والوزن جعلتني أشعر بالنقص، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة طولي أطول من المتوسط المعروف للفتيات الطويلات، وبدني عريض أيضًا، وهذا الشيء جعلني أشعر وكأنني ولد، مع العلم أن الزيادة لدي 15 كيلوجرامًا، ووضعي النفسي كارثي، وأشعر أنني لست كبقية الفتيات، وأنني لو لم أنحف وأنقص وزني فلن أتزوج، وأن الله سيحاسبني لو أنني مت دون أن أنحف!

ثقتي في نفسي قليلة، وأخاف من المطالبة بحقوقي، وأحيانًا أشعر بأن ليس لدي حقوق بسبب سمنتي، مع العلم هذا ليس شعوري عند رؤية أي شخص سمين.

تعبت وعلقت حياتي وأموري بسبب هذا الشيء، وأخشى الخروج بسبب سمنتي، خائفة أن يحاسبني الله على سمنتي وتكون حرامًا علي، وخائفة من عدم الزواج وأن أكون السبب بذلك لأني سمينة ولم أنقص وزني، فلا أحد يحب هذه المواصفات، علمًا أني جميلة ولكن جمال وجهي مدفون بسبب السمنة.

عندما أتبع أي حمية غذائية ينقص وزني قليلًا فأعود للطعام، واستمر على هذه الوتيرة، تعبت نفسيتي وأريد الخروج من هذه الدوامة، فالسمنة تشعرني بأني إنسانة من الدرجة الثانية، أحاول أن أصبر نفسي، بعض المشايخ يقولون: أن الله لا ينظر إلى صورنا وأجسادنا، ولكني أفكر أني بذلك أضحك على نفسي وأكذب عليها، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وبعد:

ما يحدث معك هو نوع من أنواع الوسوسة لا أكثر، فلا حساب على زيادة وزن من عدمه، ولا يمنع زيادة الوزن من الزواج -كما تفضلت-، فهناك كثيرات أوزانهن أضعاف ما ذكرت وتزوجن، وهناك أيضًا كثيرات نحيفات ولم يتزوجن، فالزواج رزق مقسوم وقدر مكتوب، ولا علاقة له بالوزن، وعليه فهذه أوهام وضعها الشيطان في رأسك، ثم عظمها تضخيمك لمسألة الوزن. مع العلم أن بعض الرجال يرغبون في المرأة ممتلئة البدن، وبعضهم يرغبون في طويلة القامة، وبعضهم أجمل امرأة عندهم من جمعت بين الصفتين، فلا تقلقي، فنصيبك سيأتيك بإذن الله تعالى.

أختنا الكريمة: اعلمي أن الإنسان أسير ما يعتقد، وقد اعتقدت بزيادة الوزن بصورة جعلتك مضطربة أمام المطالبة بحقوقك، وكأن ذلك جريمة، لذا ما ينبغي عليك فعله هو تقبل ذاتك على ما أنت عليه، وعدم الاختباء خلف أوهام قد لا يشعر بها غيرك أو من حدثتيه بذلك، وعليك مواجهة مجتمعك وأنت في قناعة تامة بذلك.

إننا نرجو منك ما يلي:

أولًا: الاهتمام أكثر بأمور دينك وتدينك ودراستك، فإن الفراغ أحد الأسباب التي تجعل المرء يعيش الوهم أو يتعايش معه.

ثانيًا: المحافظة على ممارسة لون من الرياضة في مكان خاص بالأخوات، على أن يكون هذا أسلوب حياة عندك، لا من أجل إنقاص وزنك من عدمه.

ثالثًا: زيارة طبيبة تغذية متخصصة، فهن أعلم بذلك ويستطعن أن يضعن أيديهن على الخلل.

رابعًا: التعرف إلى بعض الأخوات الصالحات والتحدث معهن في أمور تحسنينها، فإن هذا مما يزيد الثقة بالنفس.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً