الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شخص متدين يعاني إعاقة سمعية وبصرية، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا لا أستطيع اتخاذ القرار في قبول الزواج من شخص يعاني من إعاقة سمعية وبصرية، وهو متدين وخلوق، ولكنه لا يحب الخروج، ويفضل البقاء في المنزل.

أما أنا فأحب الخروج، وأنا خائفة من مقدار المسؤولية عليه بعد الزواج، ولا أعلم إن كنت سأستطيع تحملها، وقد صليت الاستخارة، ولا أشعر بالميل سواء بالرفض أو القبول.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

بداية: قد أصبت كل الإصابة حين أدركت بأن الإنسان بحاجة إلى أن يستخير ربه، ويطلب منه أن يختار له أحسن الأمور وأرشدها، فالإنسان ضعيف لا يدري ما الذي تُخبئه له الأيام، والله تعالى وحده هو الذي يعلم، كما أنه سبحانه وتعالى القادر على اختيار الأفضل لهذا الإنسان، ولهذا شرع الله تعالى لنا أن ندعوه بدعاء الاستخارة، فكرّري صلاة الاستخارة مرارًا حتى يشرح الله تعالى صدرك لأحد الأمرين، أو يُقدّره على أرض الواقع، فما يُقدّره الله تعالى نرجو الله أن يكون هو الذي قد اختاره لك واستجاب لدعائك.

مع استخارة الله تعالى ينبغي للإنسان أن يُشاور العقلاء ممَّن حوله، الذين يعرفون الواقع معرفةً كاملةً، ويحرصون على الخير لك، وممَّا لا شك فيه أن الإشارة عليك والنصيحة بأن تقبلي أو لا تقبلي أمرٌ يرتبط بواقعك الخاص، من حيث فرص الزواج، وهل ترين أنه هناك فرصاً أخرى للزواج من شخصٍ أحسن حالاً من هذا الشخص الذي تقدّم لك؟ وأيضًا من الأسباب مدى تعرُّضك للفتن والاختلاط بالرجال، فكلُّ هذه الأمور مؤثرة في اتخاذ القرار، والإنسان المسلم ينبغي أن يعوّد نفسه على ارتكاب أقلّ المفاسد ليدفع عن نفسه المفسدة الأعظم، فالزواج بشخصٍ بهذه الصفات التي ذكرتيها في الاستشارة أحسن وأفضل من البقاء بغير زوج، مع التعرُّض لكل هذه الأخطار التي ذكرتيها.

أمَّا إذا كنت في عافية من هذه الأمور، وكانت أمامك فرص أخرى للزواج؛ فإن الأفضل الإعراض عن هذا الشخص، ما دام متصفًا بهذه الصفات التي ذكرتها من عدم القدرة على القيام بما يترتّب على الزواج من الالتزامات، وخاصة الالتزامات المالية، والإنفاق على الأسرة، وربما الإنفاق على الأولاد بعد ذلك، فهذه أمورٌ الشرع لا يغفل عنها ولا يُهملها، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ ‌الْبَاءَةَ ‌فَلْيَتَزَوَّجْ)، وقال الله تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله).

هذه أمورٌ الشرع لا يُنكر أبدًا مراعاتها والنظر إليها، وأخذها بعين الاعتبار، فاستعيني بالله سبحانه وتعالى، وأعيدي النظر في ظلِّ هذه المعطيات التي طرحناها عليك، وكرّري الاستخارة لله تعالى، وشاوري العقلاء ممّن حولك، وستجدين - بعون الله تعالى - من الله تعالى الفرج والتيسير.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً