السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولًا: جزاكم الله خيرًا، وبارك الله فيكم على ما تقدمونه من نفع وعلم، نسأل الله لنا ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين أن يجمعنا الله تعالى في الجنة. أما بعد:
ليس لأنني ذكرت الدعاء السابق أنني صالح، أو مستقيم، بل أنا مخالف لذلك.
وفقني الله تعالى لدخول واحدة من أفضل كليات الجمهورية، وهي كلية الهندسة، ودخولها أمر صعب جدًا، ولم يتوقف فضل الله عليّ عند ذلك، بل وفقني أيضًا لدخول قسم من أعلى الأقسام في الهندسة، وهو قسم الهندسة الكهربائية، وأعطاني التقدير الذي يجعلني قادرًا على دخول أي قسم.
لكنني في المقابل أتكاسل عن الصلاة ولا أصلي، بل أنقطع عنها فترات طويلة تصل إلى أسابيع، وأشاهد – والعياذ بالله – أفلامًا إباحية، ولا أذكر الله، وهجرت القرآن، وتركت دراستي وأهملتها، فأصبحت درجاتي متدنية.
كما أنني أعق والديّ، وأكلمهما بطريقة سيئة، أندم عليها لاحقًا، وأتحدث مع الفتيات وأجعل بعضهن يرسلن صورهن لي وأنا أخدعهن، ثم أندم بعد ذلك، وأقول لنفسي: (ما الفائدة التي استفدتها من هذا؟).
أعلم أنني في نظركم كإبليس أو كالشياطين، وهذا حقكم وقد أصبتم بذلك، لكنني والله أندم على كل ما فعلت، وحزين، وأتمنى أن أكون كما لو وُلدت من جديد، وهناك كثير من الذنوب لم أذكرها لكم، مع العلم أنني في السابق كنت مجتهدًا وحافظًا للقرآن الكريم، والآن حتى جزء النبأ نسيته، رغم أنني حفظت إلى سورة طه، وكنت من الأوائل.
لكني الآن أعاني من ADHD، ودائم السرحان، والنوم، والنسيان، وعدم التركيز، وأصبحت مكروهًا بين الناس وفاشلًا.
قبل أن تقولوا لي إن باب التوبة مفتوح، أقول: كلما تبت عدت إلى عادتي القديمة، ثم أقول لنفسي ألا أيأس من روح الله، وأتوب مرة أخرى، ثم أعصي الله أكثر مما قبل، ولا أتوب حقًا.
لقد عجزت ولم أجد حلًا إلا أن أراسلكم: هل هناك فرصة أعوّض بها ما مضى وأبدأ حياة جديدة كما لو وُلدت من بطن أمي، وأكون مثل العلماء كأبي حنيفة والشافعي، وأحمد بن حنبل والبخاري، ومالك والفضيل بن عياض، وغيرهم؟
وهل باب التوبة مفتوح أيضًا لشخص مثلي ترك الصلاة وعق والديه؟ وهل يمكن في المستقبل أن أرجع لعادتي الحسنة، وأكون الأول على دفعتي، وأحفظ القرآن، بل وأسارع إلى كل خير أكثر كقيام الليل؟
أخيرًا: أنا أكملت عشرين سنة ميلادية، وقد أضعت كثيرًا من عمري.
ورجاءً قولوا لي: هل آية (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ...) تنطبق أيضًا على من أسرف على نفسه بترك الصلاة؟
وجزاكم الله خيرًا.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

