الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقدم سداد أجرة حفظ القرآن على رسوم الجامعة، أم أؤجلها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أحفظ القرآن في مجموعات مدفوعة، لكن لدي قسط للجامعة، والحالة المادية سيئة، هل يمكن تأجيل الحفظ أم أُقَدِّمُ القرآن على القسط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سدرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وبعد:

أولًا: القرآن لا يزاحم الواجبات ولا يُبنى على المشقة، والله لا يريد بك الحرج ولا الضيق، وإنما يريد لك الاستقامة مع السعة والطمأنينة، لا مع القلق والشعور بالذنب.
القسط الجامعي واجبٌ لازم؛ لأنه التزام مالي مترتب عليك، وتأخيره قد يترتب عليه ضرر، أو إيقاف دراسة، أو زيادة همّ وضيق، والشرع يقدّم الواجب المتعيّن على النافلة، وحفظ القرآن -مع عظم قدره- فضل وليس فرضًا.

نعم، حفظك للقرآن عمل عظيم وأجره كبير، لكن ليس شرطًا أن يكون عبر مبالغ مدفوعة، ولا أن يكون بهذه الصورة التي تُثقِل عليك ماليًا ونفسيًا، فالقرآن لا يُحجب عن الفقير، ولا يغلق بابه عند ضيق الحال؛ لذلك، لا إثم عليك ولا تقصير إن قدّمت سداد القسط الجامعي، ثم خففت أو أوقفت الاشتراك المدفوع مؤقتًا، فهذا من ترتيب الأولويات، لا من ترك القرآن، والله يعلم نيتك ويجزيك عليها.

ويمكنك في هذه المرحلة أن:

- تحفظي بمفردك ولو مقدارًا يسيرًا بلا التزام مالي.
- تراجعي ما حفظت سابقًا حتى لا يضيع.
- تستمعي يوميًا لآيات قصيرة، وتربطي نفسك بالقرآن دون ضغط.
- تبحثي عن حلقات مجانية، أو صديقة تتعاون معك دون تكلفة -إن وجدت-.

وتذكري هذه القاعدة المطمئنة: ما تُرك لعذر لا يُحاسب عليه صاحبه، بل يُؤجر على نيته، والله أرحم بك من أن يكلّفك ما لا تستطيعين.

القرآن سيبقى، وبابه مفتوح، ولن يهرب منك، لكن الدَّين والالتزام إذا تراكم أثقل القلب وأضعف القدرة على العبادة نفسها، فقدّمي الواجب الدراسي، وخففي عن نفسك، وستعودين إلى حفظ القرآن بقلب أهدأ وبركة أكبر -بإذن الله-.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً