الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج التوهم المرضي والمخاوف الناتجة عن الإصابة بفيروس الأنفلونزا

السؤال

أنا شابٌ أبلغ من العمر 24 سنة، بعد رمضان أصبت بحالة كسل وخمول بحكم المنطقة التي نحن فيها مدينة أبها، وهي باردة، فكنا نلجأ إلى النوم، وبعدها بفترة أصبت بحالة أنفلونزا، وكانت الأعراض: خمول وكسل وفقد شهية وكحة، ونزول وزن، والغريب أنه لم ترتفع درجة حرارتي، إنما الأطباء يقولون أنفلونزا، ولكن كان صدري تعبان من الكحة الشديدة والصداع، ولا أعرف ما الذي صار لي، صرت أدور من طبيبٍ إلى طبيب، كنت في اليوم الواحد أكشف عند خمسة أطباء ما بين استشاريين وأخصائييين تقريباً، والمشكلة أني لم آخذ الدواء، فسافرت إلى جدة، ورجعت، وبعد رجوعي أصبت بحالةٍ شديدة نفس الفترة الماضية، أي بعد شهر جاءتني نفس الحالة الأولى، فرجعت إلى الكشف عند الأطباء من جديد.

أصبحت أنزوي في الغرفة بمفردي، ولا آكل، ونزل وزني، ولا أريد أن أقابل أحداً، وأحس بخوفٍ شديد إذا ابتعدت عن البيت، أو إذا ما وجدت أهلي، فأحس أنه يصير لي شيء كنوبة فزع شديدة، وخفقان، وأحس أن قليى يتوقف، كشفت عند أطباء كثر جداً، وقالوا: إنك سليم، وقلبك سليم، إنما فقط الشعور الذي يأتيك مثل الشخص الذي يركب الرافع الآلي، وينزل به فجأة، شعور يخوفني وكأني أحس وأشعر أنه يوجد مرض ما، لكن لم يكتشفه أحد، أحس بتوتر وخوف وقلق، وكل يوم أكشف عند طبيب، ولا أدري ما هو الحل لهذه المشكلة ؟ هذه أثرت على حياتي الدراسية، إذا ذهبت للجامعة أحس أنه سيصير لي شيء، وأحس بدوخة ودوران، وعدم اتزان، وعندما أحس بأنه سيصير لي شيء أرجع إلى البيت بسرعة.

ما هو الحل يا دكتور، وما هي مشكلتي ؟ أرجوك وجهني، فأنا تعبان، حتى الرياضة لم أعد أمارسها، وأي مجهود أبذله أشعر بتعبٍ كبير، وصرت أخاف حتى من ممارسة الرياضة حتى لا أصاب بشيء، وفي بعض الأحيان أجدني أريد أن أبكي، مع العلم -يا دكتور- أني رياضيٌ في فنون القتال بالسيوف والعصي، وبما يسمية المدربون الفايتنق ستريت، أرجوك وجهني دون أن تقول لي: راجع طبيب نفسي، ونحن في منطقة تفكيرهم تجاة الطبيب النفسي خاطئ، ويقولون بأنه يقتل المريض، ويتكلمون على المريض وكأنه مجنون، فلهذا السبب أريد أن أتحاشى بقدر المستطاع الذهاب إليه، وجهني فأنا الآن في السنة النهائية برمجة حاسب، أريد أن أعرف ما هو مآل الحالة، هل سوف تستمر معي ؟ بمعنى هل هي مزمنة أو عابرة ؟ أرجو التوضيح، وكيف أعيش معها، خاصةً وأنها أثرت علي كثيراً؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك.

من الواضح أن ما حدث لك هو إصابة فيروسية شديدة، مما نتج عنه الأنفلونزا والسعال، ومن المعروف أن حوالي 40% من الناس بعد الالتهابات التي تسببها الفيروسات يمكن أن تحدث لهم تغيرات نفسية تتمثل في الإجهاد النفسي والجسدي، والشعور بالمخاوف، وعسر المزاج، والتوهم المرضي، وربما حالةً من الاكتئاب، وفي تصوري أن هذا هو الذي حدث لك، وعليه أرجو أولاً أن توقف التردد الكثير على الأطباء، ليس لأني أحسن طبيب، لكن الإكثار من المراجعات الطبية في حالتك سوف يعود بنتائج سلبية على صحتك النفسية .

بالنسبة للشق الثاني لعلاجك : فهو أن تتناول بعض الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والاكتئاب، وستعود عليك إن شاء الله بنتائج طيبة جداً، والدواء الذي يناسب حالتك هو (بروزاك)، وجرعاته هي 20 ملجرام يومياً بعد الأكل، والعقار الثاني يعرف باسم (دوقماتيل) وجرعاته هي 50 ملجرام صباح ومساء، هذه الأدوية فعالة وسليمة، وعليه أرجو أن تستمر عليها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وفي ذات الوقت أرجو أن تحاول استعادة ثقتك بنفسك، والرجوع لممارسة الرياضة بصورة متدرجة، وختاماً أسأل الله لك عاجل الشفاء، وأود أن أطمئنك أن الأمور -إن شاء الله- سوف تسير من حسن إلى أحسن.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً