الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحذير الشخص ممن يتكلم عنه في غيبته.. بين الجواز والمنع

السؤال

سمعت عن صديقتي كلاماً من شخص قريب منها ومني، هل أقول لها: إن هذا الشخص قال عليك كلام سوء، لكي تحذر منه، أم أسكت حتى لا أتسبب في قطع العلاقة بينهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س.أ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإجابة سوف تكون سهلة إذا استطعنا أن نعرف تأثير ذلك الكلام وخطورته، ولكننا نقول مستعينين بالله ما يلي:

إن من واجب المسلمة أن تدافع عن أختها بظهر الغيب وتدفع عن عرضها ليدفع الله بحوله وقوته عن وجهها النار، والمسلمة أخت للمسلمة لا تسلمها للهوان ولا تظلمها ولا تخذلها في موطن كان ينبغي أن تنصرها فيه.

وقد وجه الله أهل الإيمان في حادثة الإفك بأن يحسنوا الظن ويجتنبوا الخوض ويضعوا أنفسهم مكان من لحقها الأذى فقال سبحانه: ((لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ ...))[النور:12]. وطالبهم بالتثبت فقال: ((لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ...))[النور:13]، وذكرهم فقال: ((وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا ...))[النور:21]، وهدد الحريصين على نشر الشر فقال: ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ...))[النور:19].

ونحن ننصح كل مسلمة تسمع عن إخوانها الشر أن تدافع عنهم، وتذكر من تكلم بالله وتظهر ما تعرفه عن المظلوم من الغير فإذا قابلت من أساءت إليها نقلت لها أحسن ما سمعت، ومن الضروري إسداء النصح لها إذا ثبت يقيناً ولكن بطريق غير مباشر كأن تقول يا فلانة نحن في زمان صعب والمسلمة ينبغي أن تحافظ على سمعتها وتقضي حوائجها بالكتمان؛ لأن في الناس حساداً وأشراراً، والأهم من كل ذلك أن نتقي الله في سرنا وعلانيتنا.

ولا أظن أن هناك مصلحة في نقل الشر وإشاعة الفتنة خاصة مع وجود القرابة؛ لأن ذلك قد يعقد الأمور، وأنت أعلم الناس بطبائع من حولك من النساء والرجال، وإذا نفع التلميح في كف البشر فلا تسارعي إلى التصريح، وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك واعلمي أن كلام الناس لا ينتهي ورضاهم غاية لا تدرك والسعيدة من تحرص على إرضاء رب الناس.

ونسأل الله أن يسهل الأمور وأن يغفر الذنوب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً