الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتذار للزوجة الثانية بأعذار واهية عن النفقة والمبيت

السؤال

أنا امرأة تزوجت برجل متزوج، وهو الزواج الثاني لي، واتفقنا على كل شيء قبل الزواج، من نفقه، وحقوق، ومبيت، واشترطت عليه السكن بمنطقتي من أجل أبنائي بعد الزواج، لم ينفق علي أبداً، وأقل من حضوره، فاقترحت عليه أن أنتقل معه إلى منطقته تيسيرا له، لكنه رفض بحجة أن بقائي في منطقتي كان شرطي للزواج منه، فأخبرته أن هذا شرطي أنا، وإن تنازلت عنه فلا حرج في ذلك، ولكن الحرج لو كان هو من اشترط علي ذلك ونقضته، فما كان منه إلا أن هجرني، وقال لي: أنا ظلمتك وسأسرحك، أيعقل أن يعالج الإنسان الظلم بظلم أكبر، وحجته في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد تطليق سودة أو إحدى زوجاته عندما أحس بأنه سيظلمها، فطلبت منه البقاء على ذمته، وإعطاء عائشة ليلتها.

أفتوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hأمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يعينك على تربية أولادك، وأن يوسع رزقك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أخشاه أن يكون الأخ شعر بعدم قدرته على الوفاء بالتزاماته أمامك؛ ولذلك بدأ يختلق الأعذار الواهية لإنهاء العلاقة القائمة، وإلا فكلامك فعلاً كلام معقول، فأنت من طلبت السكن في نفس الحي، وأنت أيضاً التي تعرضين الانتقال إلى قريب منه حتى يتيسر له التواصل معكم بلا مشقة، فالذي يبدو لي أن هذه الأعذار ليست هي الحقيقة؛ لأنها ضعيفة وواهية؛ ولذلك اقترح عليك ضرورة مصارحته في الأمر، ومعرفة وجهة نظره، فإن كانت هذه الأعذار هي السبب فهي غير كافية ولا مقبولة؛ لأنه يمكن علاجها بالتفاهم وليست بالانفصال والطلاق، وإن أظهر لك عجزه أو عدم قدرته على الجمع بينكما أو الوفاء بما التزم به، فيمكنك عرض بعض التنازلات ولو لفترة حتى تتحسن ظروفه، وأن لديك الاستعداد للصبر على ظروفه حتى تتحسن، فإن وافق على هذا الاقتراح فأعطيه فرصة وساعديه قدر استطاعتك إذا كنت حريصة على بقائه معك، وتشعرين بالحاجة إليه، وإلا فاعتذري له من الآن، وسلي الله أن يعوضك خيراً منه.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً