الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير الأنفرانيل وبعض الأمراض النفسية في الضعف الجنسي

السؤال

السلام عليكم.

أحضر جلسات لطبيب نفسي للعلاج من الوسواس القهري، وتحسنت حالتي، والحمد لله. ولكن في وسط العلاج تعرضت لحالة اكتئاب فأعطاني الطبيب دواء أنفرانيل 25 مج وتحسن الاكتئاب لفترة ثم عاد لي ثانية، فرفع جرعة الأنفرانيل، ومنذ بدأت تناول الأنفرانيل أصابني ضعف جنسي، حيث أصبح عضوي ينتصب عند الإثارة انتصاباً ضعيفاً لا يكفي لإتمام عملية الجماع، وأنا مقبل على الزواج.

فانصحوني ماذا أفعل في حالة الضعف الجنسى تلك؟ رأيت استشارة تشبه حالتي لكني وجدت الأطباء نصحوه بالتوقف عن تعاطي الأدوية النفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان الذي يعاني من الوسواس القهري يكون قلقاً بطبيعته، ولا شك أن القلق يجعل الإنسان يقلق حول أمور كثيرة، خاصة ما يخص الانتصاب والمقدرات الجنسية، وهذه بالطبع أمور حساسة جدًّا قد يتأثر الإنسان لأي تغيير حتى وإن كان هذا التغيير تغييراً بسيطاً وعارضاً.

هذا يجعلني أقول لك أن تجاهل الأعراض التي تعاني منها ضروري جدًّا، والخوف من الفشل هو الذي يؤدي إلى الفشل فيما يخص المعاشرة الجنسية، والإثارة الجنسية هي أمر طبيعي وغريزي وتتأتى بالطبع في وجود الزوجة، هذا مهم جدًّا، فكثير من الناس يشتكي مما يسميه بالضعف الجنسي دون وجود الزوجة مثلاً.

فيا أخي أنا لا أريدك أن تقلق أبداً، ولا تحكم بأحكام سلبية صارمة على نفسك أنك تعاني من ضعف جنسي، هذا مجرد قلق أدى إلى هذه المشاعر السلبية.

أود أن أضيف إلى ذلك أن الأنفرانيل بالفعل يمكن أن يؤثر على بعض الناس، ولا أعتقد أنه يؤدي إلى ضعف جنسي رئيسي، ولكن بعض الناس قد يحدث له تأخر في القذف، وهذا التأخر في القذف يعطيه الشعور بأنه أصبح ضعيفاً جنسياً، ومن ثم يبدأ العامل النفسي في أن يؤثر على الإنسان هذا التأثير السلبي.

الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم هو أن تتوقف عن الأنفرانيل، وأقول لك أن البديل الجيد له هو عقار يعرف باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، هذا من أميز الأدوية التي تعالج الوساوس القهرية، وفي نفس الوقت ليس له أي تأثيرات جنسية سالبة.

فيا أخي! توقف عن الأنفرانيل وابدأ في تناول الفافرين، والجرعة المطلوبة هي خمسون مليجراماً ليلاً، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى مائة مليجراما ليلاً واستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

يتميز الفافرين بأنه من أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس القهرية، وفي ذات الوقت يعالج الاكتئاب ويحسن المزاج، ويؤدي إلى إزالة المخاوف، وليس له أي تأثير سالب على الأداء الجنسي، بل على العكس تماماً بعد أن يزيل القلق والتوتر ومراقبة الذات مراقبة صارمة فيما يخص الأداء الجنسي سوف يتحسن هذا الأداء بإذن الله تعالى.

أنصحك أيضاً أن تمارس الرياضة، الرياضة ممتازة وجيدة وتحسن من فعالية الإنسان ومن أدائه الجنسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأله تعالى أن يتم زواجك على خير وبركة، وأن يجنبكم الشيطان وأن يجنب الشيطان ما رزقكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً