الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتشاف الزوجة أن زوجها كان قد عقد على فتاة قبلها

السؤال

أنا فتاة عمري 25 سنة، تمت خطبتي على شاب عمره 27 عاماً، وقد استمرت الخطبة سبعة أشهر، وبعدها تم عقد قراني منذ ثمانية أشهر، وقد اكتشفت أنه قد عقد قرانه على فتاة أخرى قبل معرفتي بسنتين، ولم يخبرني ولم يخبرني أهله خوفاً من رفضي له، وهو الذي جعلهم لا يخبروني، فهل أستمر معه أم لا؟

علماً بأني لم أخبر أحداً من أهلي حتى الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Some one حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك فهماً ورجاحة عقل وإدراك، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يكرمكما بذرية صالحة طيبة جميلة رائعة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الفيصل في ذلك هو ملاحظتك عليه شيئاً غير طبيعي طيلة فترة العقد أو الخطوبة، فإذا كانت معاملته معك معاملة طبيعية وتصرفاته طبيعية وسلوكه سلوك طبيعي، فما المشكلة إذن؟ حتى وإن كان قد عقد على فتاة أخرى أو تزوج قبلك أيضاً، فأنت لك الواقع الذي تعيشينه، أما ما قبل تعرفه عليك فهذا لم يكن من حقك أن تعرفي عنه شيئاً، وكونه أخبرك بذلك أو علمت بذلك من أي طرف هذا لا يقدح فيه، وكونه لم يخبرك بهذا أو طلب من أهله ألا يخبروك هذا أيضاً لا يعيبه؛ لأن العقد والزواج هذه كلها بيد الله تعالى، وأرى أن لا تكبري الموضوع فالأمر بسيط للغاية.

وسواء أخبرك أو لم يخبرك بالأسباب الدافعة لكتمان ذلك عنك فلا تجعلي هذا سبباً أو عائقاً من استمرار الحياة الزوجية أو مواصلة الحياة الزوجية أو الرحلة معاً؛ لأن هذا لا يعيبه في شيء، المهم الآن الوضع الذي هو عليه، فأنتما مر أكثر من عام على تعارفكما، سبعة أشهر في فترة الخطبة وثمانية أشهر بعد ذلك هذا أكثر من عام، فتستطيعين أن تحكمي عليه الآن من خلال هذه الفترة، وتستطيعين أن تقرري، وهو الآن زوجك شرعاً كما تعلمين، يعني يتعامل معك بحرية ووضوح، ومن حقك أن تسأليه عمَّا تشائين وأن يجيبك أيضاً باعتبار أن هذا حقك وليس في ذلك أدنى إشكال أو حرج.

وأنصحك أن لا تجعلي هذه المسألة سبباً في تنغيص حياتك وحياة زوجك؛ لأن هذا الأمر لا يعتبر عذراً شرعياً، ولا ينبغي أبداً أن تسألي هل تستمرين معه أم لا؛ لأن العبرة بدين الرجل وخلقه، وما دمت ما رأيت منه سوءاً ولا منكراً فلا ينبغي أبداً أن تسألي عن الماضي.

وأما بالنسبة لإخبار أهلك فإذا كان أهلك سوف يضخمون الأمر وسوف يعتبرون هذه جريمة ومصيبة عظمى وأن الرجل ارتكب جناية وقد يفكرون في إنهاء العقد فأرى أن لا تخبريهم بذلك، وهذا من حقك أيضاً، لأنك المتضررة الوحيدة من الطلاق، فإن أهلك لن يتضرروا كثيراً وإنما أنت سوف تتضررين، خاصة أنك الآن في هذه السن، وفوق ذلك أيضاً عندما يتقدم لك أحد ويسمع أنك مطلقة غالباً ما تشير أصابع الاتهام إلى الزوجة أو الفتاة ولا تتحدث عن الرجل إلا قليلاً.

فما دمت لم تري منه شيئاً سيئاً، ولم تري منه إلا الخير، وهو إنسان طبيعي شأنه شأن غيره من البشر، فأرى أن تستمر الأمور وأن تدعيها تمر حتى تهدأ العاصفة، ولا تخبري أهلك بذلك كما ذكرت، خاصة إذا كانوا من النوع الذي قد يضخم الأمور وقد يقف طويلاً أمام هذه المسألة.

ولا مانع أيضاً أن تسأليه عن السبب، وإن أجابك بأي سبب فاقبليه منه ولا تقفي طويلاً أمام هذه المسألة، واستعيني بالله، وعجّلي بزواجك عسى الله أن يمنَّ عليك بذرية طيبة تقوي أواصر المحبة بينك وبين زوجك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً