الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يكون التعامل النفسي مع الزوجة في فترة الحيض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت أن مزاج المرأة وحالتها النفسية تضطرب في فترة الحيض، فكيف يكون التعامل معها؟

ومن الناحية الجنسية هل رغبتها تقل في الحيض، وهل من الناحية الصحية يمكن إثارتها أثناء الحيض، طبعا دون وطئها؛ لأن الجماع محرم؟

نفع الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم قد تحدث بعض التغيرات النفسية والجسدية عند المرأة قبل وخلال فترة الحيض، وهذا ناجم عن تغير مستوى الهرمونات في الجسم, لكن هذا لا يعني بأن الحيض هو حالة مرضية، بل هو حالة فيزيولوجية مؤقتة تمر بها كل النساء.

ومن أكثر الأعراض التي تلاحظها النساء قبل موعد الدورة الشهرية هو تغير الحالة المزاجية، والشعور بالضيق، وزيادة الانفعال والعصبية.

في الغالبية العظمى من الحالات تكون هذه الأعراض خفيفة، لا يلحظها المحيطون بالمرأة، ولا تؤثر على حياتها، لكن في بعض الحالات القليلة، وهي بحدود 2-4% فقط، قد تكون هذه الأعراض شديدة، تتطلب الكثير من الدعم والتفهم لحالة المرأة، من قبل المحيطين بها، وعلى الأخص من قبل الزوج، فقد يكون تفهم الزوج ودعمه لزوجته في كثير من الحالات كافيا لوحده لعلاج هذه الأعراض، ويكون أقوى تأثيرا من أي أدوية، وهذا يظهر أهمية الدور الذي يلعبه الزوج في الناحية العاطفية والسلوكية عند المرأة، فعندما تشعر المرأة باهتمام زوجها وحبه لها؛ فسيكون عندها نوع من الإشباع العاطفي، ولن تلجأ إلى تضخيم الأعراض لجلب الاهتمام بها، بل بالعكس ستحاول أن تخفي عنه أي أعراض مهما كانت مزعجة.

ومن أهم ما ننصح به الزوج في هذه الحالة هو: أن يكون ملما ولو بشكل تقريبي في الفترة التي تحدث فيها هذه الأعراض، وهي قبل موعد الدورة ب 5-7 أيام تقريبا، فيعمل على التخفيف من الأعباء عن زوجته، وذلك بمساعدتها في بعض الأعمال المنزلية، وأيضا التخفيف من المناسبات والالتزامات الاجتماعية قدر الإمكان في تلك الفترة، وإشعارها بأن صحتها تهمه، وبأنه مستعد للتعاون معها لتجاوز هذه الفترة.

كما ننصح بإظهار التعاطف، وعدم التقليل من أهمية أي شكوى أو عرض مهما بدى بسيطا، وعدم مقارنتها بغيرها من النساء، فالمرأة في هذه الفترة لا تحتاج إلا إلى التفهم والدعم، والشعور بأن هنالك من يستمع إليها، ويجب معرفة أن النساء يختلفن في قدرة تحملهن على الألم.

ومن المهم جدا ألا ينفر الزوج أو يبتعد عن زوجته في فترة الحيض، بل يجب أن يبقى بينهما درجة من التواصل المستمر، سواء التواصل العاطفي كإسماعها بعض عبارات الإطراء والشكر، أو التواصل الجسدي كمعانقتها أو ضمها بين الفينة والفينة، فهذا سيخفف عنها كثيرا، وسيشعرها بأنها موجودة وحاضرة في حياة زوجها، وأن زوجها إلى جانبها في كل الأوقات والظروف.

وفي فترة الحيض تكون الهرمونات الجنسية في أدنى مستوياتها عند المرأة، ولذلك فإن الرغبة الجنسية تكون أقل من باقي الفترات، لكن بالطبع يمكن مع المداعبة والملاطفة لفترة كافية أن تتم إثارة المرأة جنسيا.

بشكل عام أقول: إن حدثت الإثارة الجنسية بشكل تلقائي وسريع بعد مداعبة أو ملاطفة عابرة، فلا ضرر من ذلك -إن شاء الله-، ولن تؤثرعلى كمية دم الحيض أو مدته، لكن وطالما أن الجماع بشكل طبيعي لن يحدث في فترة الحيض، أي أنه لن يتم تفريغ هذه الإثارة بالطريقة الطبيعية، فمن الأفضل عدم التعمد لإحداث الإثارة الجنسية في المرأة فترة الحيض.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك وعلى زوجتك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر kamel

    baraka a lahou fikoum

  • ألمانيا ْعبدالفتاح ابو معز

    مشكورين وبارك الله فيكم





بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً