الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عنصرية المجتمع الذي أعيشُ فيه جعلتني انطوائية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرضت لعنف نفسي في طفولتي المبكرة بالمدرسة وكان عمري آنذاك 7 سنوات، ومنذ أول سنة في المرحلة الابتدائية وأنا لا أرى من الطالبات سوى الحسد والغيرة، وكذلك بعض المعلمات، لم أجد منهن سوى التحقير والتخويف والترهيب، ولم أكن أعرف ما السبب! كانوا يعاملونني بقسوة شديدة، ويفرقون بيني وبين صديقاتي الجدد، ثم اكتشفت أن السبب الوحيد هو أنني من مدينة، ولست من أهل تلك القرية التي لا يفصل بينها وبين مدينتي سوى شارع، وكنت أدرس في القرية لديهم بسبب قربها لمنزلنا، ولم أكتشف سبب هذا الحقد إلا عندما أصبح عمري 16 سنة، أي بعدما تأثرت نفسيتي وأصبحت انطوائية، وأحب العزلة منذ عمر 11 سنة.

والآن أصبح عمري 23 عاما ولا أزال انطوائية، ولدي كره شديد للمجتمع بسبب العنصرية التي لا تزال منتشرة بينهم مع أننا من دولة واحدة.

أريد حلاً لهذه العزلة، فأنا أصبحت أشعر بالملل من الجلوس في المنزل، وأفكر كثيراً بالانتحار، أريد أن أخرج وأواجه المجتمع ولكن شخصيتي تنقصها أشياء كثيرة، فهل من علاج؟

وفقكم الله لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعرضت له من سوء معاملة في طفولتك ربما يكون واحداً من الأسباب التي أدت إلى تكوين اتجاهات سلبية نحو المجتمع الذي تعيشين فيه، ولا تتغير هذه الاتجاهات إلا إذا حدث تغيير في ذاك المجتمع من حيث التعليم والثقافة، والوضع الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من العوامل الأخرى المؤثرة، وهذا بالتأكيد يتطلب فترة من الزمن، أو أن يحدث تغيير فيك أنت يؤدي إلى تغيير نظرة الناس حولك ونظرتك لنفسك، وربما يكون هذا هو المتاح حالياً، لذلك نرشدك للآتي:

نطلب منك أولاً أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة، فأنت بالتأكيد لديك العديد من القدرات والطاقات فقط محتاجة لتفجيرها واستثمارها بصورة جيدة، -وإن شاء الله- تصلين لما تريدين، فبادري بوضع خطتك وتحديد أهدافك، ماذا تريدين؟ وما هو الإنجاز الذي تتمنين تحقيقه؟ وما هي المكانة التي تريدين تبوأها وسط أسرتك ومجتمعك؟ ثم قومي باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، واستشيري في ذلك ذوي المعرفة والعلم وأصحاب الخبرات الذين تثقين فيهم، وحاولي اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك، واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة، ونظرة جديدة للمستقبل.

واعلمي أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى ونستعين بالله تعالى ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، إنما أمره إذا أراد شيء أن يقول له كن فيكون، وإليك بعض الإرشادات -إن شاء الله- ستساعدك في الخروج من ما أنت فيه:

1- اسعي في مرضاة الله، فإذا أحبك الله كتب لك القبول في الأرض بين الناس.
2- ينبغي أن تتصالحي مع نفسك، وتتحرري من هواها وتثقي في قدراتك وإمكانياتك واعتزي بها، ولا تقارني نفسك بالآخرين في أمور الدنيا.
3- كوني نموذجاً في الأخلاق واحترام قيم وآراء الآخرين.
4- أفشي السلام على من تعرفين ومن لا تعرفين، وساعدي من يطلب منك المساعدة واعرضي مساعدتك على من يحتاج للمساعدة.
5- قدمي الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية، فإنها تححب فيك الناس وازهدي فيما عندهم.
6- بادري بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركيهم في مناسباتهم السارة وغير السارة.
7- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص وهي: الرغبة في بلوغ الكمال، سرعة التسليم بالهزيمة، التأثر السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.

وفقك الله في خدمة مجتمعك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً