الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج نفسي من السحر والمس؟

السؤال

السلام عليكم

كيف أعالج نفسي من السحر والمس وما شابه؟

وكيف أعرف ما الذي أعانيه؟

مع وضع جدول يقضي على كل هذا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يردَّ عنك وعن غيرك كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين، وسحر الساحرين، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-: فإن قضية السحر من القضايا التي تؤلم الناس حقًّا، والتي تُعكّر المزاج وتُكدِّر الخاطر، وقد تقلب الحق باطلاً، وتُذهب السعادة من حياة الناس، خاصة إذا كان الساحر من السحرة الظلمة الجبابرة، الذين يستعينون على سحرهم بعتاة الجن وكُفَّاره، ولذلك الله -تبارك وتعالى- حرَّم الذهاب إلى الساحر والاستعانة به، وصحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الساحر كافر، وأهل العلم على أنه ليست له توبة، وكما ورد أيضًا أن حدَّ الساحر ضربة بالسيف، كل ذلك للخطر الذي يُسببه هذا الإنسان، والدمار الذي يُحدثه في حياة الناس.

ولكن قضية تحديد السحر من غيره هذه تحتاج إلى خبرة؛ لأن هناك أشياء متقاربة في المظاهر والأعراض، فالسِّحر والعين والمسِّ والحسد، كل هذه أمور أحيانًا قد تختلط على كثير من الناس، والبعض يفسِّرها على أنها سحر، والآخر يُفسِرها على أنها مسٍّ، أو عينٍ، أو حسدٍ، أو جنٍّ عاشقٍ، أو غيره، ولذلك أفضل شيء الذهاب إلى المتخصصين.

أنا أنصح إذا كان لديك شيءٍ من هذا أو لدى أحد من أقاربك -أسأل الله أن يعافينا وإياكم وسائر المسلمين- أن تتوجَّه إلى أحد الرقاة الثقات، الذين يُعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة الطريقة؛ ليقوم بمساعدتك في التخلص من السحر.

أما إذا استطعت أن تقوم بذلك بنفسك فهذا حسن، والذي تحتاجه حتى تُحدد نوع الحالة التي عندك، أن تقرأ آيات الرقية وأحاديثها جميعًا، وأن تُكرر الآيات عندما تقرأها، وكذلك الأحاديث -أي الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا كان الذي لديك سحر فإن آيات السحر سوف تؤثر فيك بصورة أقوى، وكذلك إذا كان لديك مس أو كان لديك عين أو غيرها، فإن الأمر -بإذن الله تعالى- سوف يكون كذلك.

هذه هي الطريقة التي بها نستطيع أن نعرف حقيقة نوع المرض الذي يعاني منه الإنسان، أما ما سوى ذلك فلا توجد هناك وسيلة مشروعة نستطيع بها أن نعرف نوع المرض، ونحن عادة ننصح إخواننا بأن لا يُركزوا على نوع المرض، وإنما يُركزوا على علاجه؛ لأنه بصرف النظر عن كونه سحرًا أو عينًا أو حسدًا أو غيره، فإن الإنسان يعاني، وغايته كلها أن يرفع الله عنه هذه المعاناة.

ولذلك لا ينبغي أن نشغل أنفسنا أبدًا بتحديد نوع الشيء الذي نعاني منه، وإنما المهم أن نجتهد في الدعاء والتوجُّه إلى الله تعالى، والأخذ بالأسباب أن يعافينا الله تبارك وتعالى منه، ولذلك كما ذكرت لك فإني أنصحك بالتوجه إلى أحد المعالجين الثقات إذا كان ذلك متيسرًا، أو موجودًا، فإن لم يتيسَّر لك ذلك فتستطيع أن تقرأ على نفسك آيات الرقية، وأتمنى أن يكون ذلك بحضور أحد، حتى يُلاحظ التغيُّر الذي يحدث لك، فتستطيع من خلال ذلك أن تعرف ما الذي لديك تحديدًا، ثم بعد ذلك تبدأ في العلاج.

وفوق ذلك أنصح -بارك الله فيك- بالمحافظة على الأمور الشرعية التي سَنَّها لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مدار اليوم والليلة، وهي: المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، خاصة التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومثلها مساءً، وكذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، وكذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً، مع الإكثار من آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، وأن تكون على طهارة معظم الوقت، وأن تُكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنيَّة الشفاء.

هذه كلها عوامل -إن شاء الله تعالى- مُساعدة، وقد تكون كفيلة وحدها -بإذن الله تعالى- في تخليصك من هذا الأمر، ولكن إذا كان السحر من النوع الشديد -كما ذكرت- فيحتاج فعلاً إلى صبر وإلى جلد، ويحتاج إلى معالج متخصص ومتفرغ؛ لأن معظم الحالات نجد أنها لا تُعالج بسبب انشغال الشيخ بأكثر من حالة في نفس الوقت، وعدم إعطاء الحالة حظَّها من القراءة المناسبة.

ولذلك ابحث عن رجلٍ (راقٍ) لديه الوقت والإخلاص والخبرة، -وبإذن الله تعالى- سوف تُعافى في أسرع وقت.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمودشوقى

    الله يكرمكم

  • محمدسعد

    جزاكم الله خيرا

  • الجزائر ساجدة الله

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً