الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت متفوقة بدراستي والآن تغيّر وضعي.. هل من حل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا كنت طالبة متفوقة بدراستي وكنت أحبها وكان جهدي القليل يساوي أضعاف جهود أصدقائي، وكانت نتيجتي العليا دائماً.

أنا من سوريا، واضطررنا أن نسافر لتركيا، وقد تغير وضع دراستي وأصبحت طالبة عادية، وأنا أشعر بالتعب أغلب اليوم، أنام كثيراً ولا أرتاح، وصار لدي عدم تركيز، وممكن أن يكلمني أحدهم ولا أسمعه أو لا أفهم ما يقول، أشرد كثيراً، وأحس بأنني غائبة عن الوعي ومشوشة الذهن، ولا أقدر على الدراسة، علماً أني لم أقصر يوماً في دراستي كما الآن.

نفسيتي تعبانة، وعندي قلق، أريد الحلول، وإذا كنت سأظل هكذا فإن مستقبلي سيضيع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية ونتمنى لك التوفيق في دراستك.

ابنتنا العزيزة: الحالة التي مرت بك أو التي أنت فيها الآن قد يعيشها كثير من الطلاب في مرحلة من مراحل دراستهم، فتقل الدافعية للمذاكرة وللدراسة بعد أن كانت في قمتها، وتتضاءل الرغبة في التحصيل بعد أن كانت في أعلى مستوياتها، وهذه الحالة ربما تكون نتيجة أسباب واضحة ومعروفة أو مخفية وغير معروفة. فربما الانتقال من بيئة إلى أخرى، أومن مجتمع إلى آخر، أو من مدرسة وأساتذة تعودت على طريقتهم إلى مدرسة وأساتذة جدد لهم طرق ومعاملة مختلفة أثرت على رغبتك ودافعيتك للدراسة. نسأل الله تعالى أن يردك إلى بلدك آمنة مستقرة مطمئنة، وليس ذلك على الله بعزيز.

نطلب منك –أولاً- أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، واستبداله بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة، فأنت -مؤكد- لديك العديد من القدرات والطاقات، ومحتاجة فقط لتفجيرها واستثمارها بصورة جيدة، وإن شاء الله ستصلين لما تريدين. فبادري بوضع خطتك وتحديد أهدافك: ماذا تريدين؟ وما هو الإنجاز الذي تتمنين تحقيقه؟ وما هي المكانة التي تريدينها في المستقبل؟

1- ضعي لك أهدافا واضحة واكتبيها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكريها باستمرار.

2- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح؛ لكي تنعمي بالبركة في وقتك.

3- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم؛ لكي تكون هي أوقات المذاكرة. فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية. وحاولي الالتزام بهذا الوقت حتى ولو لم تنجزي شيئاً في البداية؛ فالهدف هو ترويض النفس على المذاكرة.

4- إذا أتيحت لك فرصة للمذاكرة مع إحدى الزميلات ومناقشة بعض المواضيع الدراسية فاغتنميها ولا تتهربي من ذلك.

5- ذكري نفسك دائماً بأنك تريدين تعلم العلم من أجل ازدياد المعرفة في علم ليس من أجل النجاح في الامتحانات.

6- حددي أوقاتا للترفيه والتزمي بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي ولفترات قصيرة.

7- مارسي الرياضة بشكل دوري ومنتظم؛ لكي تتمتعي بالنشاط والحيوية.

8- حددي أوقاتا للراحة والنوم والتزمي بها حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.

9- قومي بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيّمي مدى التزامك به يومياً، مثلاً: إذا التزمت به تماماً اعطي نفسك 10/10 وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قومي بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح لكل يوم، وتذكري عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم؛ لكي تقومي بتعديل أو إصلاح خطتك.

فرج الله تعالى همك، ووفقك لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً